الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما ذكره فقهاء الأحناف في عدم جواز الصلاة على الميت الغائب

السؤال

لم يتطرق المذهب الحنفي إلى صلاة الغائب. فما هو السبب؟ يرحمكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد منع علماء المذهب الحنفي الصلاة على الميت الغائب، وقالوا: بأنه أبيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي على الميت الغائب دون أمته، لأمر خصه الله تعالى به.
قال الإمام السرخسي في المبسوط: (قال علماؤنا رحمهم الله تعالى: لا يصلى على ميت غائب.
وقال الشافعي رضي الله عنه: يصلى عليه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي وهو غائب.
ولكنا نقول: طويت الأرض، وكان هو أولى الأولياء، ولا يوجد مثل ذلك في حق غيره، ثم إن كان الميت من جانب المشرق، فإن استقبل القبلة في الصلاة عليه، كان الميت خلفه، وذلك لا يجوز، وإن استقبل الميت كان مصلياً لغير القبلة، وذلك لا يجوز). باب غسل الميت.
وكذلك في بدائع الصنائع للكاساني أيضاً، وغيره من مراجع الحنفية.
ولا يخفى أن مسألة الصلاة على الغائب خلافية بين العلماء، وإذا أردت الرجوع إلى المسألة مع أدلتها، فارجع - إن شئت - إلى المغني لابن قدامة الجزء الثاني، والمجموع للنووي الجزء الخامس، ومواهب الجليل من أدلة خليل الجزء الأول. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني