الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مقولة من قال لا أدري فقد أفتى

السؤال

أرجو أن أعرف مدى صحة هذا الحديث أو هذه الكلمات وهي (من قال لا أعلم أو لا أدري فقد أفتى)، وإن لم تكن هذه الكلمات حديثا شريفا فأرجو تأكيد معناها ومفهموها وأنها تطابق تعاليم الإسلام ومنهجه حتى وإن لم تكن حديثا شريفا وأنها من نهج الأولين والصحابة والتابعين وكبار الأئمة حيث إنني اعتقدت أولاً أنها حديث شريف وقلت ذلك لأحد الأجانب الذين أوضح لهم الإسلام وحيث إنني لم أجد هذا الحديث، فأرجو تأكيد المعنى حتى يعلموا ماهية الإسلام، وأرجو أن يكون الرد باللغة الإنجليزية وأن يتم إرساله على إيميلي؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن القول المذكور ليس حديثاً نبوياً وإنما هو من كلام الحكماء وأهل العلم، وقصدهم أن السائل يعلم أن المسؤول لا يملك المعلومة التي يسأل عنها فيسأل غيره، ولذلك فهذه الجملة مطابقة لمنهج الإسلام ونصوصه... فلا يجوز للمسلم أن يقول في دين الله ما لا علم له به، فقد قال الله عز وجل: وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ {النحل:116}، وقال صلى الله عليه وسلم: ... ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار. متفق عليه، وقال علي رضي الله عنه: ولا يستحي من يعلم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم. وقال مالك: من فقه العالم أن يقول لا أعلم. وقال الشعبي: لا أدري نصف العلم. إلى غير ذلك من النصوص التي ذكرها أهل العلم في محلها وخاصة ابن القيم في كتابه الرائع إعلام الموقعين عن رب العالمين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني