الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما صحة هذه الأقوال التي تنتشر بشكل سريع ويتم تحويلها من بريد إلكتروني إلى آخر، وجزاكم الله خيراً، لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم... ملاحظة: إذا كان نشرها سيرهقك فلا تنشرها فلن تستحق أخذ ثوابها لأن ثوابها عظيم أحد السلف كان أقرع الرأس أبرص البدن أعمى العينين مشلول القدمين واليدين وكان يقول: "الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً ممن خلق، وفضلني تفضيلاً". فمر به رجل فقال له: مما عافاك؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلولا فمما عافاك؟ فقال: ويحك يا رجل؛ جعل لي لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وبدناً على البلاء صابراً، اللهم ما أصبح بي من نعمه أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكـر. قال تعالى: وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ اْلرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لًهُ قَرِينٌ {الزخرف: 36}، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عشرة تمنع عشرة: سورة الفاتحة..... تمنع غضب الله، سورة يس..... تمنع عطش يوم القيامة، سورة الواقعة..... تمنع الفقر، سورة الدخان..... تمنع أهوال يوم القيامة، سورة الملك..... تمنع عذاب القبر، سورة الكوثر..... تمنع الخصومة، سورة الكافرون..... تمنع الكفر عند الموت، سورة الإخلاص..... تمنع النفاق، سورة الفلق تمنع..... الحسد، سورة الناس..... تمنع الوسواس، ساعة أو ساعتين في اليوم ماهي كثير وإذا كنت مشغولا في العمل يمكن أن تطبعها وتأخذها معك وتقرأها بأي وقت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعبارات (لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم) جزء من الدعاء المشروع عند الكرب والشدة، وهذا الدعاء قد سبق بيانه في الفتوى رقم: 70670.

وبالنسبة لدعاء: اللهم ما أصبح بي من نعمة... فقد ورد في حديث ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب ولفظه: من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته. انتهى، وقصة الرجل المبتلى بالبرص وغيره لم نر من ذكرها من أهل العلم، وحديث عشرة تمنع عشرة لم نجد له ذكراً فيما بأيدينا من كتب السنة النبوية، فليحذر المسلم من أن يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقله فقد ورد في ذلك الوعيد الشديد، إذ قد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتواتر: من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار. رواه البخاري ومسلم وغيرهما، مع التنبيه على ما يلي:

1- كون سورة الواقعة تمنع الفقر، قد ورد فيه حديث ضعيف تقدم بيانه في الفتوى رقم: 13140.

2- سورة الملك مانعة من عذاب القبر؛ كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح، وراجع فيه الفتوى رقم: 45019.

وبناء على ما سبق فينبغي للسائل الكريم الكف عن نشر مثل هذه الأقوال، وأن ينصح غيره بعدم نشرها أيضاً لاشتمالها على بعض ما لا دليل على ثبوته شرعاً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني