الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سداد الدين أولاً أم أداء الكفارة

السؤال

أنا علي كفارة الصيام لأيام عديدة وبالمقابل أنا مدينة لأمي بمبلغ ليس ببسيط وعلي أن أسدد هذا الدين، فأيهما الأولى بأن أبدأ به، تسديد الدين لأمي أم تسديد دين الكفارة؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي فهمناه من السؤال أن على الأخ السائل كفارة تأخير القضاء، أو كان ممن لا يقدرون على الصيام بعذر دائم فانتقل إلى الإطعام، وعليه نقول: إن الكفارة حق لله تعالى والدين حق للآدمي، وللكفارة مع الدين أربع حالات:

الأولى: أن تكون الكفارة على التراخي بأن يكون سببها غير معصية، ويكون الدين حالا فيجب تقديمه عليها.

الثانية: أن تكون الكفارة على التراخي بأن يكون سببها غير معصية لله، ويكون الدين مؤجلاً لم يحن وقت سداده، فيندب قضاء الدين مسارعة في التخلص من حقوق الخلق، ويجوز التكفير قبل قضائه لأن وقت قضائه لم يحن.

الثالثة: أن تكون الكفارة على الفور والدين حال فإنه يقدم على الكفارة لأن لها بدلاً في الغالب وهو الصوم؛ بخلاف الدين، ولأن حقوق العباد مبنية على المشاحة، وحقوق الله مبنية على العفو والمسامحة.

الرابعة: أن تكون الكفارة على الفور والدين على التراخي فيجب تقديمها عليه، فالحق الفوري يقدم على غيره سواء كان ديناً أو كفارة، قال الشيخ سليمان الجمل في فتوحات الوهاب: لتقدم ما يتعلق بحق الآدمي الفوري على ما يتعلق بحق الله تعالى الفوري.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني