الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صحبة الأخيار وترك صحبة الأشرار

السؤال

منذ سنتين كنت قد رافقت صحبة قد قادتني إلى فعل ندمت عليه ومازلت نادما عليه إلى هذا اليوم .
لقد أرادوا الذهاب إلى أحد البيوت المشبوهة (بيت للدعارة) ولقد أقنعوني بالذهاب معهم بحجة أنك لا زلت شابا وتحتاج إلى وقت حتى تتزوج ولا تكون متخلفا وذا عقلية قديمة وأشياء من قبيل ذلك .. وبصراحة قد غلبتني نفسي وذهبت معهم وارتكبت ذلك الإثم العظيم(الزنى) ومنذ ذلك اليوم وأنا أعيش في ندم وخوف ... خوف من أن أكون قد أخذت مرضا من تللك الفتاة وندما شديدا على ما فعلت..مع العلم أنني لم أقم بأي تحليل أو اختبار للتأكد من أنني حامل لذلك المرض أم لا ..ففكرة أنني مصاب بذلك المرض (الإيدز) لوحدها تصيبني بالجزع وفي كثير من الأحيان أفكر بأن أفتعل حادثا إذا تبين أنني مصاب بذلك المرض والعياذ بالله ..والله يا سادة لا يمر يوم إلا وأنا أفكر بذلك الإثم والندم عليه والخوف من غضب وسخط الله علي ...وأنا الآن والحمد لله مقيم للصلاة وقارئ لكتاب الله عز وجل ... وقد تركت تلك الصحبة منذ زمن واستبدلتها بصحبة خيرة تخاف الله وتتجنب معصيته ...فهل تقبل توبتي أم أنني من الخاسرين (عندما ارتكبت ذلك الإثم لم أكن قد تجاوزت ال 18 من العمر وأنا الآن طالب جامعي في السنة الثانية في كليه الهندسة المدنية )
أفيدونا من علمكم جزاكم الله كل خير ...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهنيئا لك بالندم عن الذنب والخوف من حصول العقوبة والاشتغال بالعمل الصالح وصحبة أهل الخير والبعد عن الصحبة الرذيلة، فإن هذه المسائل هي أعظم وسائل التوبة، فالندم توبة كما في حديث الحاكم.

واعتزال الصحبة الشريرة والانتقال منها لصحبة أهل الخير هو الوسيلة التي أرشد العالم إليها قاتل المائة نفس لما استرشده كما في حديث مسلم، والإكثار من العمل الصالح بعد صدق التوبة أعظم أسباب حصول رحمة الله وغفرانه وتوبته. قال تعالى: فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {المائدة:39}

فعليك بمواصلة الطريق في تحصيل أسباب الهداية والاستقامة، واحرص على الزواج إن أمكنك وإلا فواظب على نوافل الصيام وعلى غض البصر واعمر وقتك بما ينفع من عمل صالح وتعلم علم نافع، وواظب على الأذكار المقيدة والمطلقة والتعاويذ المأثورة، ونرجو الله تعالى أن يرزقك بالتوبة وإقام الصلاة فلاح الدنيا والآخرة، ومن المعلوم أن الفلاح هو حصول المرغوب والأمن من المرهوب، فأحسن الظن بالله تعالى فهو عند ظن عبده به وأكثر الدعاء وسؤال الله العافية وأن يصرف عنك شر ما قضى فإنه لا يرد القدر إلا الدعاء، وإياك والتفكير في الانتحار مهما كانت الأحوال فإن قاتل النفس من أعظم الناس جرما، وعليك بستر نفسك ولا تخبر أحدا بما حصل، واستشعر مراقبة الله عليك واطلاعه على ما في قلبك في كل حال.

وراجع في خطر الزنى وقتل النفس والوسائل المساعدة على التوبة والاستقامة والسلامة من المخاوف الفتاوى التالية أرقامها: 74336، 54026، 76270، 72497، 96431، 96257، 73010.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني