الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا أرملة وعندي بنتان وأريد أن أربيهما على صلة رحم أهل والدهما لكن عائلة المرحوم زوجي لا تسأل عنا نهائيا لدرجة أنني أصبحت محرجة من كثرة السؤال، وأريد أن أعلم في هذه الحالة من تفرض عليه صلة الرحم أكثر، مع العلم بأني عندما أزورهم أعامل معاملة غير لائقة، وهل من اللائق أن أطلب منهم أن لا أذهب إليهم وإذا أرادوا زيارة بناتي فمرحبا بهم في بيتي؟ وجزاكم الله عني وعن ابنتي ألف خير وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يعينك على طاعته... ولتعلمي أن صلة الرحم لها منزلة عظيمة في الإسلام، قال الله تعالى في وصف عباده الذين لهم عقبى الدار (الجنة): إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ* الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ* وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ {الرعد:19-20-21}.

ولذلك فقد أحسنت عندما تربين ابنتيك على تعاليم الإسلام وتعوديهما على صلة الأرحام، وما يفعله أهل أبيهم من تقصير وعدم اهتمام بأداء هذه الفريضة يأثمون عليه، ولكن الأجر ثابت لك لما تقومين به ولبناتك من صلة الرحم، ففي صحيح مسلم: أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيؤون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل (الرماد الحار) ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. وإذا كانت زيارتك الشخصية لهم تسبب لك حرجاً أو معاملة بما لا يليق فلا تلزمك زيارتهم، فلا ينبغي للمسلم أن يذل نفسه أو يهينها، ومع ذلك فإن عليك أن تعامليهم بالتي هي أحسن وتفتحي لهم بيتك وترحبي بهم عندما يريدون صلة بنات ابنهم، وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلعي على الفتوى رقم: 25281.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني