الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

(مش على ذمتي) من كنايات الطلاق

السؤال

قامت مشكلة بيني وبين زوجتي وكانت مشكلة كبيرة مما أدى إلى أنني لا أعلم ماذا أقول، وفي سط المشكلة قلت لها إنت من النهارده مش على ذمتي بس مش بغرض الطلاق بغرض أنني كنت غضبان منها جداً ومن أسلوبها، وبعد المشكلة بوقت قليل أديت صلاة استغفار لله عز وجل وتمنيت أن يهدينى لزوجتى ويهديها لي وأقدمت لمصالحة زوجتي والحمد لله تم الصلح وقالت لي اسأل شيخا بخصوص كلمة أنتي مش على ذمتي عشان كدة بعتبر طلاق ففزعت من الكلمة لأنني لم أقصد هذا أبداً، وأنا أطرح السؤال الآن عليكم وأؤكد لكم أنني لا أقصد أنني أقول لها كلمة أنت طالق لأنني لم أحب هذه الكملة أبداً حتى لساني لم ينطقها، فأرجو الإجابة على سؤالي؟ وأسأل الله عز وجل أن يتقبل استغفاري، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه العبارة (مش على ذمتي) من ألفاظ الكناية ولا يقع بها الطلاق إلا إذا كنت قصدت بها إيقاعه، وحيث إنك لم تقصد ذلك -كما ذكرت- فليس عليك شيء وزوجتك باقية في عصمتك، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 26937.

وننبه إلى أنه ينبغي للشخص أن يبتعد عن أسباب الغضب الدنيوي لما فيه من المفاسد الدنيوية والأخروية المترتبة عليه، وذلك أخذاً بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني، قال: لا تغضب، فردد مراراً، فقال: لا تغضب. رواه البخاري وفي رواية أحمد وابن حبان: ففكرت حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال، فإذا الغضب يجمع الشر كله.

قال ابن التين: جمع صلى الله عليه وسلم في قوله (لا تغضب) خير الدنيا والآخرة، لأن الغضب يؤول إلى التقاطع، وربما آل إلى أن يؤذي المغضوب عليه فنيتقص ذلك من دينه. وللفائدة انظر الفتوى رقم: 49827، والفتوى رقم: 8038.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني