الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفريط زوجك في حقك لا يبرر تجاوز حدود الله

السؤال

أنا زوجة منذ 30 عاما و منذ الزواج لم يحسن زوجي عشرتي من جميع النواحى وكم غضبت فى بداية الحياة ولكن تدخل الأهل للأصلاح لأنه قريب لي وهكذا عشت أقاسي من سوء معاملته لي ومن ضمن النواحي التي يهملني فيها حق الفراش حيث يقضي غرضه ويقوم عنى مسرعا وظل على هذه الحالة طوال سنوات الزواج ولم أستطع أن أطلع أحد من أهلي على هذا السلوك الذي كثيرا ما آذانى.وقد طوعت لي نفسي أن أسير في طريق الرذيلة لأعوض النقص لدي من جراء معاملة زوجي لي.وزوجي قد توفاه الله منذ أسابيع قليلة فعلى من يقع الوزر على أم على زوجي وما الحكم الشرعى في مثل هذه الحالة علما بأني لم أقدم على مثل هذا العمل إلا بعد أن ضقت ذرعا بمعاملة زوجي لي وخاصة معاملة الفراش.أفيدوني أفادكم الله

الإجابــة

الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وبعد:

فإن ما تتحدثين عنه خطير جدا ، وما كان ينبغي لمن تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحدثها به نفسها ، فضلا عن أن تمارسه أو تعزم عليه ، وأي نقص يلحقك يا أمة الله من معاملة زوجك التي ذكرت حتى تلجئي إلى مثل هذا الفعل القبيح وتبرريه به؟! وأي تعويض تحصلين عليه -ويلك منه- إلا تدنيس العرض ، وطمس الكرامة ، والاعتداء على العفة والشرف ، والرجم بالحجارة حتى الموت ، ثم بعد ذلك تسئلين عمن يقع عليه الوزر؟! الوزر يقع على الوازر ، فهو الذي وحده يتحمل مسئوليته ، ويجني ثمرته ، يقول الله تعالى: ( لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ) [ البقرة : 286] ويقول عز من قائل : ( كل نفس بما كسبت رهينة ) [ المدثر: 38]
وهذا الزوج -غفر الله له- وإن كان ضيع حقا من الحقوق الواجبة عليه ، إلا أن تقصيره هذا لا يبيح لك الوقوع في الحرام بحال ، وكان يمكنك مصارحته ، ومطالبته بحقك ، أو طلب الطلاق منه ، لا أن تدنسي نفسك بهذا العار والخزي والفاحشة المنكرة.
والواجب عليك الآن: أن تتوبي إلى الله تعالى توبة صادقة ، تندمين بها على ما فات ، وتعقدين العزم على عدم العود لذلك أبدا ، لعل الله أن يتقبل توبتك ، وأكثري من الأعمال الصالحة ، فإن الله تعالى يقول : ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) [طه: 82]
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني