الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان

السؤال

عمري 30 سنة متزوجة منذ خمس سنوات من رجل عمره 45 سنة مشكلتي أن تصرفات زوجي تقتلني فهو يتعمد دائما جرح مشاعري وانتقاداته لي دائما سلبية لا أسمع منه أبدا كلمة شكر أو حب يحاول دائما استفزازي ولا يحفظ سرا أبدا يهتم فقط بنفسه ويبتزني للحصول على مالي يكذب علي كثيرا ولا ينفق علي ولا على أولاده أهتم وحدي بتوفير كل شيء للبيت وللأولاد تعبت كثيرا وتدهورت نفسيتي وأصبحت أكره حياتي لولا بعض الأمل في عيون أولادي أصبحت متأزمة نفسيا حاولت إرضاءه كثيرا لكنه يزداد غرورا وأذية لمشاعري حتى في علاقتنا الجنسية لا يهتم إلا بإرضاء نفسه فقط مما زاد في تدهور نفسيتي وأصبحت يدي ترتعش دائما من فرط الغضب ومحاولة الصبر والكتمان لكنني تعبت كثيرا وأصبحت عاجزة على التحمل لأنه بارد جدا مما يثير أعصابي كثيرا ويجعلني عصبية جدا في تعاملي مع الناس وأولادي لولا خوفي من الله لكنت طلبت الموت لأن قدرتي على التحمل نفدت مني كيف أتصرف فكرت كثيرا في الطلاق لكن أولادي لا أستطيع وضعهم في هذه الوضعية أحيانا افكر في هجره وقطع العلاقة معه لكن أبقى في البيت لأجل أولادي لأنني فعلا لا أطيقه ولا أطيق أن يضع يده علي لأنه كثيرا ما يهينني فهل أغضب ربي إذا تصرفت هكذا .أرجوكم دلوني إلى الخير وساعدوني لأنني أحس بالموت من فرط توتر أعصابي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله جل وعلا أن يعينك، ويهدي زوجك، ويجعل لك من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه، واعلمي بارك الله فيك أنك ما دمت راضية بالبقاء معه فلا يجوز لك هجره ولا الامتناع منه متى ما أراد ذلك منك إلا لعذر شرعي، ولكن لك حق التظلم منه، ولك طلب الطلاق ورفع الأمر للقاضي ليلزمه بما يجب عليه من نفقة وغيرها أو يطلقك إن شئت، ولا ننصحك بذلك لمصلحة الأولاد واجتماع شمل الأسرة.

وينبغي نصحه وتذكيره وتخويفه بالله عز وجل من سوء عشرته وتضييعه لعياله، ومن استرعاه الله فيهم، ففي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأب راع في بيته ومسؤول عن رعيته. الحديث متفق عليه. ويقول: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت. رواه أحمد وأبو داود وصححه السيوطي والنووي وحسنه الألباني، ولا بأس أن تستعيني على ذلك بأحد من أهله الذين يحبهم ويحترمهم.

ومن الواجب عليه أن يعطيك حقك في الفراش ويراعي شعورك في ذلك، ولا يكون همه إرضاء نفسه ونزوته فحسب، وننصحك بمصارحته بذلك.

ولك نفقتك ونفقة أولادك عليه وإن كنت غنية، ولك أخذ مقدار ذلك من ماله دون علمه إن لم يؤده إليك، ولا يجوز له أخذ شيء من مالك إلا ما طابت نفسك به، ولا إفشاء أسرارك الخاصة بك، لكن كل ذلك يمكن تجاوزه ومعالجته بحكمة، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 53593، 1217، 3645، 4555، 27221.

وننصح بمراجعة قسم الاستشارات بالشبكة وستجدين عندهم إن شاء الله خيرا كثيرا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني