الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أضرار النوم وقت الضحى وبعد العصر

السؤال

أفتونا مأجورين....
ورد في التصبح وهي نومة الصبح أو الضحى آثار متعارضة بين الصحابة رضوان الله عليهم؛ وذلك كما في مصنف أبي شيبة في كتاب الأدب؛ فما هو حكم الشرع في التصبح، أرجو توضيح ذلك بما لا يدع لبساً في المسألة؟
وجزاكم الله خيراً..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالنوم بعد الصبح قد كرهه بعض أهل العلم نظرا لما يترتب عليه من آثار صحية وغيرها إلا إذا كان لعارض أو ضرورة، والأصل جواز النوم في هذا الوقت وقد فعله بعض الصحابة والتابعين وحذر منه أيضا جماعة منهم، كما أن النوم بعد الضحى بعد طلوع الشمس ثبت عن بعض الصحابة وذمه أيضا بعض أهل العلم، وبالتالي فيتعذر علينا بيان القول الفصل في المسألة، فمن ترك النوم في هذا الوقت تحاشيا للآثار المترتبة عليه فله ذلك ومن فعله فلا حرج عليه، فالأصل جواز ذلك، وإليك كلام أهل العلم في الموضوع:

قال ابن القيم في زاد المعاد: ونوم النهار رديء يورث الأمراض الرطوبية والنوازل، ويفسد اللون، ويورث الطحال، ويرخي العصب، ويكسل، ويضعف الشهوة إلا في الصيف وقت الهاجرة، وأردؤه نوم أول النهار، وأردأ منه النوم آخره بعد العصر، ورأى عبد الله بن عباس ابنا له نائما نومة الصبحة، فقال له: قم، أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق.

وقيل: نوم النهار ثلاثة: خلق، وحرق، وحمق. فالخلق: نومة الهاجرة، وهي خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم. والخرق: نومة الضحى، تشغل عن أمر الدنيا والآخرة. والحمق: نومة العصر. قال بعض السلف: من نام بعد العصر، فاختلس عقله، فلا يلومن إلا نفسه. وقال الشاعر:

ألا إن نومات الضحى تورث الفتى خبالا ونومات العصير جنون

ونوم الصبحة يمنع الرزق، لأن ذلك وقت تطلب فيه الخليقة أرزاقها، وهو وقت قسمة الأرزاق، فنومه حرمان إلا لعارض أو ضرورة، وهو مضر جدا بالبدن لإرخائه البدن، وإفساده للفضلات التي ينبغي تحليلها بالرياضة، فيحدث تكسرا وعيا وضعفا. وإن كان قبل التبرز والحركة والرياضة وإشغال المعدة بشيء، فذلك الداء العضال المولد لأنواع من الأدواء انتهى

وفي غذاء الألباب شرح منظومة الآداب للسفارينى الحنبلي: ويكره نومك أيها المكلف بعد صلاة الفجر لأنها ساعة تقسم فيها الأرزاق فلا ينبغي النوم فيها , فإن ابن عباس رضي الله عنهما رأى ابنا له نائما نومة الصبحة فقال له: قم أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق. وعن بعض التابعين أن الأرض تعج من نوم العالم بعد صلاة الفجر , وذلك لأنه وقت طلب الرزق والسعي فيه شرعا وعرفا عند العقلاء. وفي الحديث اللهم بارك لأمتي في بكورها . وفي غريب أبي عبيد قال: وفي حديث عمر رضي الله عنه إياك ونومة الغداة فإنها مبخرة مجفرة مجعرة قال: ومعنى مبخرة تزيد في البخار وتغلظه. ومجفرة قاطعة للنكاح. ومجعرة ميبسة للطبيعة. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني