الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترجمة موجزة للحجاج بن يوسف الثقفي

السؤال

أريد ترجمة قصيرة للحجاج بن يوسف وأرجو التفصيل في الذين قتلهم أو عذبهم أو ظلمهم، من هم وماذا فعل بهم، وهل عبد الله بن الزبير منهم، وفي عهد من كان ذلك والتواريخ، وعلى من تجوز اللعنة، وهل تجوز على المسلمين، فأرجو التوضيح لأن هناك من الناس من يلعن الحجاج، وهل من كفره معه حق؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحجاج بن يوسف عرفه ابن كثير في البداية والنهاية قائلاً: هو الحجاج بن يوسف بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف..

ويتعذر علينا التفصيل فيمن قتلهم الحجاج أو عذبهم فمن المشهور عنه كثرة سفكه للدماء، قال ابن كثير أيضاً: وكانت فيه شهامة عظيمة، وفي سيفه رهق، وكان كثير قتل النفوس التي حرمها الله بأدنى شبهة. انتهى.

ومن جملة من قتلهم الحجاج الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير سنة 73 للهجرة في خلافة عبد الملك بن مروان.

والحجاج لا يحكم عليه بالكفر، قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء: أهلكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلا وكان ظلوماً جباراً ناصبياً خبيثاً سافكا للدماء، وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء وفصاحة وبلاغة وتعظيم للقرآن، قد سقت من سوء سيرته في تاريخي الكبير وحصاره لابن الزبير بالكعبة ورمية إياها بالمنجنيق وإذلاله لأهل الحرمين، ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة وحروب ابن الأشعث له وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله، فنسبه ولا نحبه بل نبغضه في الله فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان، وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه، وأمره إلى الله وله توحيد في الجملة ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء. انتهى.

ولا ينبغي لعن الحجاج أو غيره من كل فاسق معين، كما تقدم في الفتوى رقم: 39213. والأصل حرمة لعن المسلم، كما سبق ذلك في الفتوى رقم: 35538. وإنما يجوز لعن من ثبت لعنه شرعاً من المعينين أو اللعن المطلق، وراجع الفتوى رقم: 56433.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني