الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجود النسخ في القرآن لا يتنافى مع حفظه

السؤال

اتقوا الله لقد حفظ الله القرآن وتدعون أن هناك آية تم حذفها في رجم الزاني ولا حول ولا قوة إلا بالله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ورود النسخ في القرآن الكريم لا يتنافى مع حفظه الذي تكفل الله به ودلت عليه آياته المحكمة ووقائع التاريخ، كما دلت على النسخ فيه آيات محكمات سنشير إلى بعضها.

و رجم الزاني المحصن بشروطه أمر معلوم من شريعة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن شرائع الأنبياء السابقين، وكان مما يتلى في القرآن الكريم فنسخه الله تعالى ابتلاء واختباراً لقوة إيمان هذه الأمة ومسارعتها إلى تطبيق أحكامه الشرعية الظنية وقد أجمع على ذلك علماء المسلمين، ونسخ أحكام الشرع أمر معلوم عند المسلمين، فقد قال الله تعالى: مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {البقرة:106}، وقال تعالى: وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ {النحل:101}، وقد ورد النسخ في القرآن وفي السنة، وبين علماء الأصول أحكام النسخ والحكمة منه، وفصلوا أقسامه وأن منها نسخ التلاوة وبقاء الحكم كما في آية الرجم، وبإمكانك أن تطلع على بعض ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3715، 19405، 46669، 95171 وما أحيل عليه فيها.

فنحن -إذاً- لم ندع حذف آية من كتاب الله تعالى ولا يمكن لأحد أن يدعي ذلك أو يفعله، فكتاب الله محفوظ من الحذف والزيادة والتغيير والتبديل كما أشرنا، وإنما قلنا بما دلت عليه نصوص الوحي من القرآن والسنة وقال به أهل العلم قديماً وحديثاً وأجمعت عليه الأمة، ونعوذ بالله تعالى من أن ندعي في شرع الله ما ليس منه أو نكون ممن إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم.

والقائلون بهذا القول هم أحرص الناس على القرآن، إنما أرادوا القرآن واتبعوا من هو أعلم بالقرآن وبالسنة.

فهون أخي على نفسك ولا تبادر إلى سوء الظن بإخوانك، واعلم أن هذا القول ليس من عندنا وإنما هو من صميم شرع الله تعالى، هذا ونسأل الله تعالى أن يفقهنا وإياك في دينه ويثبتنا على صراطه المستقيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني