الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية نصح الأب المرتكب للفواحش

السؤال

يشرفني أن أستفيد وأفيد غيري من إجابتكم، أنا شاب أبلغ من العمر 26 سنة ولدي 3 إخوة وأختان ووالداي على قيد الحياة، وللأسف أبي أكرمكم الله يمارس اللواط بدون توقف وأنا وكل العائلة نعلم ذلك وكل من يعرفه يعلم ذلك ولقد نصحه جميع الناس ولكن بدون جدوى حتى وصل الأمر أني صارحته شخصيا وأمام كل العائلة وأكدت أني رأيته يزني ويقوم باللواط حتى أن الناس لا يريدون نسبي نظراً لأخلاق والدي الذي يبلغ من العمر 55 سنة، السؤال هو: هل يجب هجره إن لم يتوقف عن فعل ذلك، وماذا يجب علي أن أفعل أنا والعائلة، وما حكم ذلك، فأفيدوني؟ جزاكم الله خيراً فأنا في هاجس لا أعرف الخروج منه؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن اللواط من أكبر الكبائر وأقبح الفواحش ولهذا شدد الإسلام في عقوبته فجعلها القتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به. رواه أبو داود والترمذي... وصححه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم: ملعون من عمل عمل قوم لوط. رواه أحمد وغيره، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 42914.

وكان عليك أن تنصح والدك على انفراد وتبين له خطورة هذه الجريمة في الدنيا والآخرة وشؤمها عليه شخصياً وعلى سمعة العائلة كلها، والذي عليك الآن ألا تيأس من نصحه لعل الله تعالى أن يهديه على يديك فتنال بذلك خيري الدنيا والآخرة، ويمكن أن تستعين عليه بمن يمكن أن يؤثر عليه من الصالحين، وأن تبين له الأحاديث الواردة في عقوبة مرتكب هذه الفاحشة، وتستعمل كل وسيلة مشروعة تراها مناسبة وخاصة الدعاء له في أوقات الإجابة.

ومع ذلك فحق الأبوة من البر والإحسان والطاعة بالمعروف يبقى ثابتاً له على كل حال، فقد أوصى الله عز وجل بالوالدين ولو كانا مشركين، فقال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {العنكبوت:8}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني