الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الإبلاغ عن الموظف المهمل والعمل مكانه

السؤال

انتفلت لعمل جديد في شركة وصاحب العمل أخبرني بأنه ينوي طرد المحاسب الموجود لإهماله وأني سوف أحل محله، ولكن بدون أن يعلم ويجب علي أن آخذ منه الأعمال جزءا جزءا فانتباني شعور بالضيق لأني سأكون سببا في قطع عيشه ثم عندما استلمت جزءاً من الأعمال وجدته فعلا مهمل أو ليس على قدر من الكفاءة ووجدت أخطاء كثيرة، فهل من الأمانة تقديم تقرير بكل هذا، مع العلم بأنه سوف يصيبه ضرر أم أصمت وما هو موقفي لو صاحب العمل طرده، مع العلم بأنه رجل أكبر مني سناً ويعول أسرة ومسلم ويصلي كل فرض في المسجد، فأرجو الإفادة؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

لا حرج عليك في أن تحل محل العامل المذكور، وأما الإبلاغ عنه فإن كان جزءاً من المسؤولية التي كلفت بها فهو واجب عليك وإلا فلا..

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز ترك شيء من واجبات العمل ولا التهاون به لما في ذلك من الإخلال بما تم الاتفاق عليه من الشروط بين الموظف وجهة العمل، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ {المائدة:1}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه أبو داود وصححه السيوطي.

وعليه.. فما ذكرته من نقص كفاءة هذا المحاسب وإهماله يفيد أنه غير مؤهل للعمل الذي أسند إليه وأن عزله عنه هو الصواب، علماً بأنه من الجائز أن تعمل أنت محله على أية حال، ولا عليك في أن يطرده صاحب العمل أو لا يطرده، وفيما يخص الإبلاغ عنه -وقد ذكرت أنه سيجلب له ضرراً- فإن كنت مكلفاً به من طرف صاحب العمل فالواجب أن تفي بذلك، وإن لم يكن الإبلاغ عنه داخلاً في مسؤوليتك فليس من اللازم أن تفعله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني