الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اصبري حتى تمر هذه المرحلة بسلام

السؤال

أنا فتاة مكتوب كتابي وزوجي من النوع المدلل الذي دائما يحملنى أي خطا أو أي شيء يحدث بيننا من خلاف أو اختلاف في وجهات النظر وانا دائما أرضيه ولأنى من الشخصيات التي تسامح وتحتسب أجرها عند الله أصالحه وأسايره أن الخطأ خطئي وأعتذر له حتى وصل به الحال أنه أخطا في حق أمي وتحدث معها بأسلوب غير لائق ويحاول التفريق بيني وبين أخواتي واستخرت الله كثير في علاقتي معه هل أصبر وأحتمل لأنه لا أنكر أنه شخص طيب وحنون علي كثيرا كما أنه يحبني جدا وأنا والحمد الله أراضي دائما أهله حتى عند خطئهم في أسامح وأغفر لأني أراعي الله دائما في علاقتنا أخاف أن أظلمه وأطلب منه الطلاق وأخاف أيضا بأن استمرار الزواج منه يكون سببا في بعدى عن أهلي أو في أن أعيش في حياة تعيسة وأكون أنا السبب فيها لأن كثيرا من الأهل الآن ينصحوني بان أطلب منه الطلاق لأنه لا يصلح زوجا لا أعرف ولكنى أستخير الله كثيرا في علاقتي به
وأدعو له دائما بالهداية وأحاول دائما على تشجيعه على فعل الخير والتسامح حتى مع من يسيء له
ولكنه دائما يقولى أنا هكذا تربيت كده لا أحد مثلي ولاأ حد يهيننى ولا يسيئ إلي بأي حاجة وأشجعه دائما على الصلاة وعلى ذكر الله هو الآن غاضب مع أمي ولا يتكلم معها
مع أن أمي كان كلامها معه على سبيل خوفها علي وأنها تراعى العادات والتقاليد والأصول لغاية لما أكون في بيته بعد ذلك هو الذي له الحكم علي وهو يعترض بأنه زوجي وله كل الحقوق علي وواجب علي طاعته حتى لو أغضبت أمي
لأنه لا يطلب غير حقه في الجلوس معي بمفردنا أو الخروج لو حدنا
أنا لا أدري ماذا أفعل وخصوصا أنه دائما يجعلني أنا المخطئة وحتى أرضيه أسكت وأستحمل وأقول يا رب اهده خائفة أني أستمر وأتعس نفسي بيدي وخائفة من الطلاق أني أظلمه وأعاقب عليه أرجوكم قولوا لي الحل الشرعي الذي يرضي ربنا وإن شاء الله يكون الصواب والخير فيه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرته أختي السائلة من اضطرابات ومشاكل مع زوجك كثيرا ما تحدث بين الأزواج وخاصة بين العاقدين، وقد ذكرت أنه طيب وحنون وأنه يحبك كثيرا، ونرجو أن تستقيم الأمور بإذن الله بعد دخولكما عش الزوجية سويا وانتهاء الضغوطات الخارجية حيث إنه سيشعر أن له كامل الحرية في التعامل مع زوجته دون رقيب أو حسيب عليه من طرف الأهل، ولذلك فإننا ننصحك بالصبر حتى تمر هذه المرحلة بسلام.

ولا يفوتنا أن نهنئك على ما من الله به عليك من حلم وصبر وحسن تدارك للأمور ودعاءك لزوجك بالهداية وتشجيعك له على فعل الخير، وندعوك إلى بذل الزيادة من النصح والدعاء والتحمل حتى يعظم أجرك عند الله تبارك وتعالى يقول الله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر: 10}

كما لا يخفى عليك أن طلب المرأة الطلاق من زوجها دون سبب وجيه يحرم عليها رائحة الجنة، فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها طلاقا في غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أبو داود والترمذي.

وأما بالنسبة لجلوسك معه بمفردك وخروجك معه فهذا أمر لا بأس به ولكن يستحسن مراعاة العرف في ذلك، ولذلك فإننا ننصحك بان تحاولي التقريب بين وجهات نظر زوجك ووالدتك بحكمة، وأن تتفاهمي مع والدتك على أمر وسط بحيث يتيح له أن يجلس معك ويراك ويأنس بقربك منه، ويزيح عن نفسه بعض الهموم التي يحملها والضغط النفسي الذي يقاسيه، وحاولي أن تطمئني والدتك بأنك سوف تراعين العادات والتقاليد وأنك ستكونين كفيلة بالحفاظ على نفسك حتى تصلي إلى بيت زوجك سالمة سعيدة موفقة بإذن الله تعالى، علما بأن من حقك أن تمتنعي منه إلى أن يدفع لك المهر الحال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني