الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسوسة في كنايات الطلاق

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمالإخوة المشايخ الفضلاء أحيكم بتحية الإسلام أولاً: في البداية أنا صاحب الفتاوى السابقة برقم (79891/ 95053) وقد أصابتني الوسوسة كثيرا وكل الكلام والعبارات التي أتعامل بها تفسر عندي على أنها من الكنايات وحينما أقول لشخص أخرج أو من هذا الكلام أو لا تكلمني أو روح من عندي على أي شخص ثاني معي بالعمل يأتي إلى بالي وكأني أخاطب زوجتي وأتحسر ويأتي الضيق في قلبي على هذا الكلام وحتى لما أقول لأي شخص مع السلامة يأتي معي نفس الخبر أو حين أتصل بزوجتي وأقول لها مع السلامة حينما أخلص المكالمة يأتي لي نفس هذا الضيق والحزن في قلبي على هذا التصرف والآن بطلت أقول لزوجتي حين ما اتصل بها ما عاد أقول مع السلامة أو كلمة باي أفضل السكوت أحسن لي أيضا عندما أسمع بالطلاق أو أقرأ عن الطلاق يأتني نفس الشعور وأمسك على لساني وأفضل السكوت أفضل لأن الوسواس في قلبي دائما المهم تصرفات كثيرة من هذا الوساوس تأتي إلي لا يسعني الوقت لذكرها حتى الوسواس يأتي إلي بالطهارة والوضوء والصلاة وأيضا سؤالي: تأتي لي حالة وقد كانت عندي من زمن بعيد و أستعملها في الدراسة أو المستقبل فمثلا أقول إذا راحت السيارة يمينا فسوف أفشل بالاختبار وإذا راحت السيارة يسارا سوف أنجح لكن في نفسي دون أن يسمعها أحد وأنا قريب جالس أشوف السيارة إلى أين تتجه إلى اليمين أم إلى اليسار يعني عندي مرض في هذه الحالة أظنكم فهمتم الحالة التي أعاني منها بهذا الخصوص وكثير من هذه العبارات الكثيرة لا يسعني الوقت لذكرها أظنكم فهمتم القصد والمراد وقد كنت تخلصت من هذا المرض ولكن رجع لي عندما كنت أتصفح بالفتاوى على الإنترنت في الموقع التابع لكم وكلما قرأت فتوى على أي شخص ويشكي من أي شي أو أي مرض أصاب بمثله وتأتي إلي وسوسة مثل الشخص الذي يعاني من أي شكوك أو مرض أو وسوسة والسؤال الآن: حصل لي يوم وأنا أوسوس في نفسي وأنا ماش مع واحد صاحب سيارة وفي سيارة أمامنا واقفة على الخط والكبوت مفتوح وقلت في نفسي إذا كانت السيارة متجهة باتجاهنا لن أطلق وإذا كانت متجهة عكس اتجاهنا فسوف أطلق يعني وسوسة في نفسي وطلعت السيارة عكس اتجاهنا ويمكن أنها خرجت علي كلمة بصوت خفي أو كأني بلعت الريق إلى حلقي أو قرحت لساني بسبب الدهشة لاتجاه السيارة وأنها لم تكون تتجه السيارة التي أمامي حسب ما كنت أريد يعني استغراب أو دهشة وأكيد تكلمت بهذه الكلمة المكونة من أربعة أحرف وهي (ط...) ولا قمت بالتحديد من هي (ط...) يعني إذا كنت تكلمت وتحركت لساني فهي تحركت بالأربعة الأحرف فقط ولأني أعاني من الوسوسة لا أستطيع أن أكتب هذه الكلمة لأن نفسي موسوسة بالطلاق كثيرا، علما إذا كانت خرجت علي فهي بالغصب ودون إرادة لم أكن أقصدها وليست لدي أي مشاكل مع زوجتي وإنما بيننا حب واحترام، علما بأن الكلام الذي بين القوس كان كله حديث نفس لم يسمعه أحد وحتى أنا لم أسمعه وأنا عندي شك بالكلمة الأخيرة التي هي (ط...) التي تكلمت بها وهي كلمة خفية حتى إني أشك بأني سمعتها فأرجو منكم يا مشايخنا الأفاضل أن تفهموا قصدي وأيضا أقول لكم بأني قد عدت هذا المقطع عدة مرات في نفس اليوم واليوم التالي لكي أتاكد هل تحركت لساني وفمي عندما نطقت هذه الكلمة ولكن أظن بأن هذه الكلمة لم أكررها التي هي (ط...) وإنما كنت أحرك لساني وفمي بالمقطع السابق وبس وعندي شك أني هل كررتها أم لا المهم إذا كررتها هل تعتبر تأكيدا للمقطع السابق أم يعتبر جديدا المهم أنا في شك من أمري فأرجو من فضيلتكم التوضيح لي وأريد منكم الدواء الشافي بعد الله عز وجل وعدم تحويلي لأي فتوى مشابهة لأني بطلت القراءة والخوض في هذه المواضيع لما لها من أثر على نفسيتي وسرعان ما أنجذب بأي شخص مريض وأتأثر بحالة وأكون مشابها له بالمرض وفقكم الله لما فيه الخير والصلاح لجميع المسلمين -مشايخنا الفضلاء لقد سمعت شريطا للشيخ ابن عثيمين وقال بأنه لا طلاق للموسوس حتى وإن تلفظ به وليس لديه إرادة- وأيضا قرأت في موقع بن عثيمين في فتاوى نور على الدرب وقال لا يقع طلاق الموسوس حتى وإن تلفظ به ما لم يكن عن إرادة منه وطمأنينة فهل أعتبر أنا من الموسوسين أم لا لكي يطمئن قلبي أكثر والمعذرة على الإطالة؟ وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

عليك أن تتناسى كنايات الطلاق فتكلم بما شئت مما لم ينه عنه وليس صريحاً في الطلاق دون أن تضع في بالك كنايات الطلاق، وما تشعر به في نفسك حين تتحرك السيارة مثلاً يميناً أو يساراً لا يضرك بشرط ألا يمنعك مما أنت مقدم عليه، ولا يقع الطلاق إذا سبق اللفظ الصريح إلى اللسان بغير قصدر وإرادة له وكذلك فطلاق الموسوس لا يقع إذا تكلم به وهو لا يريده.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمشكلتك أخي السائل في الوسوسة التي تعاني منها والتي ربما أنت عاجز عن علاجها، وقد عرفنا داءك وبينا لك دواءك في الفتويين اللتين أشرت إليهما، ولكن يبدوا أنك لم تمض قدماً في استعمال الدواء، وحاصله أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وتعرض عن تلك الوساس التي تأتيك ولا تلتفت إليها، فذلك هو علاجها.

وننصحك أن تتناسى مسألة كنايات الطلاق وأن تتكلم مع امرأتك ومع الناس دون أن تضع في بالك الطلاق وكناياته، فما دمت لا تريد الطلاق ولا تنويه فلا تستحضره في بالك عند أي لفظ تتلفظ به، فما دام اللفظ ليس صريحاً في الطلاق فتكلم بما شئت مما لم ينه عنه، وما تشعر به في نفسك من كونك مثلاً ستفشل في الاختبار إذا تحركت السيارة يساراً وستنجح إذا تحركت يميناً لا حرج فيه إن شاء الله بشرط ألا يمنعك ذلك عن فعل ما أنت مقدم عليه، كأن تمتنع مثلاً عن دخول الاختبار على أساس أنك سترسب لو دخلت فهذا هو الممنوع لما رواه مسلم وغيره عن معاوية بن الحكم السلمي أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: كنا نتطير قال: ذاك شيء يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم. قال النووي في شرح مسلم: فنهاهم صلى الله عليه وسلم عن العمل بالطيرة -وهي التشاؤم- والامتناع من تصرفاتهم بسببها. واعلم أنك إذا سبق إلى لسانك لفظ الطلاق ولم ترد لفظه فلا يقع، وما نقلته عن العلامة ابن عثيمين رحمه الله من أن الموسوس لا يقع طلاقه إن تلفظ به بغير إرادة هو الحق وعليه أكثر العلماء وبه نقول، ونوصيك في النهاية بالمواظبة على عدم قراءة الفتاوى المتعلقة بالوسوسة ما دامت تؤدي بك إلى الوقوع فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني