الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المصحف الإلكتروني المستورد الذي فيه بعض الحذف

السؤال

لقد قمت بإستيراد 200 مصحف إلكتروني ناطق (شبيه للراديو) من الصين لكني وجدت أنه يوجد آية وجزء من آية من سورة الأنفال محذوفة خطأ خاطبت الشركة الموردة لكنهم لم يعترفوا بذلك متعللين أن المنتج تم بيعه لدول أخرى ولم يشتك أحد، فهل لي أن أبيعه علي هذا الخطأ على أن أضع تحذيرا ملصقا على الجهاز أم أستعوض الله وأعدم الكمية الموجودة لدي والمبلغ للأسف كبير علي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الله عز وجل حفظ كتابه من عبث العابثين، وكيد الكائدين، وتمثل هذا الحفظ في صور عديدة وأشكال مختلفة، ولا يخفى هذا الأمر على منصف، فإن كتاب الله قال الله عنه: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر:9}، فهذا المصحف الذي نسخ منه مئات الملايين من النسخ، وعبر الأزمان المتفاوتة، منذ نزل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم وإلى يومنا هذا وهو مع كل هذا محروس من الزيادة والنقصان، فلو أخذ إنسان نسخاً من القرآن من مكتبات الدنيا كلها لوجدها متفقة لا اختلاف بينها.

وقد حاول أعداء الإسلام منذ أزمان بعيدة طباعة نسخ من المصاحف بزيادات خفيفة أو نقصان بسيط، ولكنهم لم يفلحوا فيما ابتغوه، تحقيقاً لوعد الله بحفظ كتابه، وهذا النقص الذي قلت إنه في المصحف موضوع السؤال، لا يستبعد أن يكون فعلاً متعمداً، أريد به محاولة تغيير كتاب الله العزيز، وبما أن وضع تحذير ملصق على الجهاز قد لا يفي بالغرض المرجو منه، لأنه قد يسقط، وقد لا ينتبه إليه القراء، وقد يمحى أو ينسى مع الزمان... فإن الذي نراه في مسألتك هذه هي أن تقاضي الشركة الموردة حتى تحملها على تصحيح المصحف، وإن عجزت عن الوصول إلى ذلك فقم بإحراق جميع النسخ واحتسب المبلغ المدفوع عن هذه النسخ عند الله، والحذر الحذر من إدخال المصحف المذكور إلى السوق اعتماداً على أنه مصحوب بملصق أو غيره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني