الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأكل من طعام اليهود وهل يفعل النبي صلى الله عليه وسلم المكروه

السؤال

كيف تفسرون أكل النبي من طعام اليهود ومالهم حرام وإذا لم يكن حراما بسبب اختلاطه فهو مكروه على حد علمي ومالهم لا يخلو من هذا أو ذاك، فهل من المعقول أن يفعل النبي فعلا مكروها شرعا؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل من طعام اليهود، فقد صح في الحديث الشريف: أن يهودياً دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه. رواه أحمد، وقال الأرناؤوط: صحيح على شرط مسلم.

وفي صحيح مسلم: أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها.

وإذا تقرر صحة هذه الأحاديث -وهي صحيحة- فإن ذلك يكفي لاعتبار طعام اليهود مباحاً، وليس حراماً، أضف إلى ذلك ما ورد في قول الله تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ {المائدة:5}.

وأما السؤال عما إذا كان من المعقول أن يفعل النبي صلى الله عليه وسلم فعلاً مكروهاً فجوابه أنه صلى الله عليه وسلم قد يفعل ذلك للتشريع، أي لتبيين أن ذلك الفعل ليس حراماً، وحينئذ يكون في حقه هو قربة، وفي حقنا نحن مكروهاً، قال في مراقي السعود:

وربما يفعل للمكروه * مبيناً أنه للتنزيه...

فصار في جانبه من القُرب * كالنهي أن يشرب من فم القِرب.

وبهذا يوجه قول من قال بالكراهة، هذا ومما يجدر التنبيه له أن هنالك من لم يقل بالكراهة في حال المال المختلط وقول هؤلاء أقوم حجة وأقوى دليلاً وإن قل القائلون به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني