الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كل واحد مسؤول عمن استرعاه الله عليه، وسيسأل يوم القيامة عنه

السؤال

سمعت منذ شهور حديثاً نبوياً فحواه أن هناك أربعة يُسألون عن حجاب المرأة: أبوها، وأخوها، وزوجها، وابنها". فما مدى صحة هذا الحديث، وماذا يقول المرء في حال ثبوت صحة الحديث لقريباته اللاتي يواجهونه بالسؤال التالي: "فماذا يفعل الابن الذي ترفض أمه أن تتحجّب... أيُعقل أن يضربها أو يحبسها في المنزل"؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نقف على حديث بهذا المعنى، لكن دلت نصوص أخرى على أن كل واحد مسؤول عمن استرعاه الله عليه، وسيسأل يوم القيامة عنه.

من هذه النصوص قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا {التحريم:6}.

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته... الحديث متفق عليه.

فالوالد راع في بيته وسيسأل عن أهل بيته ومنهم بناته، فسوف يسأل عن تقصيره في أمرهم بالمعروف ومنه الحجاب ومثله غيره من الواجبات، كذلك الزوج راع في بيته وسيسأل عن زوجته وهل ألزمها بالحجاب وبما افترض الله، ومثله الأخ سيسأل عن أهل بيته ومن ضمنهم أخته إذا كان له عليها ولاية، أو كان يتمكن من نهيها عن المنكر ولم يفعل، وقل مثل ذلك في الابن إذا رأى أمه ترتكب منكراً ولم يقم بما يجب عليه تجاهها من نهيها عن ذلك المنكر بما يناسب مقامها، وأمر الوالدة بالمعروف يكون بالنصيحة والتعليم والتربية والتوجيه، وليس معناه الضرب أو الحبس أو نحوهما، فلا يجوز إغضابها؛ بل ينهاها عن المنكر بالحسنى، فإذا غضبت سكت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني