الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجها يمتنع عن وطئها بدون عذر

السؤال

أنا امرأة عمري 37، زوجي يرفض إتياني بدون مبرر أو سبب واضح رغم أننا في حال ميسور والحمد لله وبصحة جيدة ولا نشكو من أي خلاف ولا يجد مني ما يسوؤه بشهادته رغم مطالبتي له بحقي في الجماع والآن لم يقربني منذ سنة ونصف ولم يعد لي طاقة على تحمل هذا الأمر ولا أريد تدخل أحد من أهلي أو أهله حفاظا على كرامة زوجي وكرامتي، لا أعرف ما الحل وأخاف على نفسي من ارتكاب المعصية وما زلت أطالبه بحقي وما زال يرفض ولا أريد الطلاق حفاظا على أولادي فأفيدوني أفادكم الله؟ وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن حق الزوجة على زوجها ألا يمتنع عن وطئها مدة تتضرر منها، وإلا كان عاصياً بامتناعه، كما رجح هذا كثير من أهل العلم، لأن هذا مما أمر الله به في قوله: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، وامتناع الزوج من إتيان زوجته دون عذر كل تلك المدة من الضرر البين الذي يبيح لها طلب الطلاق، ورفع الأمر للقاضي ليلزمه بما يجب عليه أو يخلي سبيلها، لأن الوطء حق لها بل من آكد حقوقها ومقصد رئيسي من مقاصد النكاح.

وبما أن السائلة لا تريد أن يتدخل أحد في قضيتها، ولا أن يعلم بحقيقة زوجها -وهذا أمر تشكر عليه- ولا تريد الطلاق أيضاً فليس أمامها إلا أن تقنع زوجها بإعطائها حقها في الجماع مع الأخذ بأسباب جذب زوجها إليها من حسن التبعل له وحسن التجمل، والاستعانة بما قد يؤثر عليه من النصائح والمواعظ في مراعاة حقوق الزوجة، فلعل الله أن يهديه. فإن لم يحصل شيء من ذلك فليس أمامها - والحالة كما ذكرت - إلا الصبر والسكوت على ما هي عليه، ولتحتسب صبرها في سبيل مصلحة أبنائها.

ونسأل الله تعالى أن يعينك وييسر أمرك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني