الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزوجة الصالحة تعين زوجها على بر والديه

السؤال

رجاء سرعة الإفادة في الموضوع التالي... العلاقة بين زوجتي وأمي ليست على ما يرام ومنذ عدة أشهر توفيت حماتي وكانت زوجتي بالطبع حزينة أشد الحزن وأنا خارج البلاد وجاء عرض من مالك الشقة التي أستأجرها بشراء الشقة في ذلك الوقت فطلبت من زوجتي أن تشتري الشقة من الأموال التي في حسابها في البنك التي أرسلها لزوم نفقاتها وأولادي ونظراً لأن هذا العرض كان فرصة عظيمة فقد طلبت من زوجتي أن تشتري الشقة باسمها لأنه لا وقت لأوكلها رسميا بذلك وقد أخبرت زوجتي أبي وأمي بكل ما ستفعل فلم يعترضا ولكن بعد شراء زوجتي للشقة فوجئت بأبي وأمي يتصلان بي في الخارج ويطالباني بثمن مقدم الشقة الذي عاوناني في دفعه منذ خمس سنوات عندما استأجرتها بحجة أن الشقة الآن باتت باسم زوجتي وليس باسمي أنا بل وطالباني بأن أدفع كل ما ساعدوني به في زواجي منذ خمس سنوات، بالطبع أنا غضبت وغضبت زوجتي أكثر لأنها اعتبرت ذلك إهانة وتخوينا لها ومع حزنها على والدتها ساءت حالتها النفسية وطالبتني بألا أدفع المبلغ لأبي وأمي اعتبارا لكرامتها فاستشرت شيخا في البلد التي أنا بها فقال لي ادفع المبلغ لأن أبويك أولى ولأنه في الأساس مالهما وأنت ومالك لأبيك فأخبرت زوجتي فقالت يجب أن تدفع المبلغ على أقساط حتى أشعرها أنني أضع كراماتها في الاعتبار خاصة أن أبوي لم يضعا وفاة حماتي في الاعتبار وزادا من همها وحزنها فأخبرتها أن معاملتي لأبي وأمي هي معاملة مع الله وأنه حتى ولو ظلمتها فهو أهون عند الله من ظلمي لأبي وأمي ورفضت سداد المبلغ على أقساط ودفعته بالكامل على مرتين حسبما تيسر لي خوفا من أن يتوفاني الله وأنا لم أسدد ما اعتبرته دينا علي وبرغم تصالحي مع زوجتي التي لحقت بي في الخارج لا تزال تصر على أنني أخطأت فيما فعلت وأنا أصر على موقفي فقررنا الاحتكام إلى موقعكم حتى نكف عن الجدال في هذا الموضوع الذي يطفو على السطح بين الفينة والأخرى كلما تشاجرنا أنا وزوجتي، أفيدونا أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس فيما فعلت ظلم لها أو خطأ في حقها بل هو عين الصواب إذ فيه بر بالأبوين وتلبية لرغبتهما في المال وإرضاء لخواطرهما وقطع لأسباب الشحناء، ولا نقول إن كل ما فعلت كان واجباً عليه، لكنه هو الأولى والأفضل والذي ننصحك به لو استشرتنا من قبل، وعلى زوجتك أن تعينك على ذلك لتكون زوجة صالحة لا أن تسعى فيما يفرق بينك وبين أبويك.

وننصحكما بالنظر إلى الجوانب المضيئة في حياتكما والترفع عن مثل تلك الخلافات التي هي من الشيطان يريد أن يفرق بينكما ويفسد حبكما ويهدم عصمتكما فلا تطيعاه، ولمعرفة كثير من الأسباب والطرق المفيدة في معالجة ما يحصل بين الزوجين من مشاكل ننصحكما بمراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2589، 26050، 45688، 54291، 53593، 2050، 101571.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني