الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من فعل مقدمات اللواط مقبولة بشروطها

السؤال

أنا الآن عمري 20 عاما وقد فعلت من الذنوب الكثير ولكنى تبت إلى الله وعقدت العزم على تغيير حياتي وبدأت في حفظ القرآن ولكن قد ذكرني الشيطان اللعين بذنب فعلته في الصغر ولكنه كان بعد البلوغ وهو أنني استمتعت بأحد أصدقائي وهو ولد ولكن من الخارج فقط وهو يرتدى ملابسه دون أن تحدث ممارسة على الإطلاق فهل هذا لواط والعياذ بالله ؟ وهل أنا بذلك قد ارتكبت كبيرة من الكبائر ؟ وهل أنا بعد ذلك إنسان عادي؟ وهل يمكنني الزواج والعيش في راحة واطمئنان وتكوين أسرة أساسها الإسلام ؟ هذا مع العلم أنه لم يكن في نيتي فعل أكثر من ذلك وكان وقتها عمري حوالي 15 عاما وكنت بالغا، أفيدوني في أسرع وقت... وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبداية أسأل الله العظيم أن يتم عليك نعمته، ويديم عليك عافيته.. وأن تستقيم على ما بدأته من التوبة وتغيير حالك إلى ما يرضي الله تعالى.

ثم اعلم أخي الكريم أن هذا الفعل الذي تسأل عنه وإن لم يكن هو اللواط الذي يوجب الحد، إلا أنه مقدمة له وذريعة إليه، والشريعة قد جاءت بسد الذرائع إلى الحرام. ولا شك أنه من الفواحش التي حرمها الله.

وأما سؤالك عن الزواج والطمأنينة في العيش بعده، فهذا هو سنة المرسلين، كما قال تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ {الرعد: 38} وهذا هو وصية النبي صلى الله عليه وسلم القائل: مَنْ اسْتَطَاعَ منكم الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ رواه البخاري ومسلم .

فلا شك ـ إن شاء الله ـ أنك إن استقمت على توبتك بدل الله سيئاتك حسنات وغفر لك ورحمك، قال تعالى: وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآَمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ {الأعراف: 153} وقال عز من قائل: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53}وقال تعالى: ... إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان:70} .

فأقبل على الله يقبل الله عليك، فقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِذَا أَتَانِي مَشْيًا أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً. رواه البخاري ومسلم.

فإذا أصبحت من المؤمنين العاملين للصالحات فسينعم عليك بالحياة الطيبة، كما قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل: 97}.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 57110، 62535، ، 53099، 43447، 43946.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني