الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخروج للصلاة في المسجد عند نزول لمطر

السؤال

عزيزي الشيخ أحب الخروج للصلاة في المسجد عند نزول المطر، فهل فعلي هذا مستحب أم مباح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل أن الخروج في المطر لا حرج فيه إذا لم يؤد إلى لحوق ضرر بالشخص، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل المطر تعرض له وحسر عنه ثوبه، وكان يقول إنه حديث عهد بربه. وأما قصد الخروج للصلاة فيه، فالمطر إذا كان شديداً بحيث يؤدي إلى بلل الثياب فهو يعد رخصة للتخلف عن الجمعة والجماعة، ومن الأفضل الأخذ بالرخص، فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه.

وترك الأخذ بالرخصة مكروه، وبالتالي ففعلك هذا مكروه والحالة هذه، قال المناوي في فيض القدير: (إن الله يحب أن تؤتى رخصة) جمع رخصة وهي تسهيل الحكم على المكلف لعذر حصل وقيل غير ذلك؛ لما فيه من دفع التكبر والترفع من استباحة ما أباحته الشريعة، ومن أنف ما أباحه الشرع وترفع عنه فسد دينه، فأمر بفعل الرخصة ليدفع عن نفسه تكبرها، ويقتل بذلك كبرها ويقهر النفس الأمارة بالسوء على قبول ما جاء به الشرع، ومفهوم محبته الإتيان الرخص أنه يكره تركه فأكد قبول رخصته تأكيداً يكاد يلحق بالوجوب بقوله (كما يكره أن تؤتى معصيته)، وقال الغزالي رحمه الله: هذا قاله تطييباً لقلوب الضعفاء حتى لا ينتهي بهم الضعف إلى اليأس والقنوط فيتركوا الميسور من الخير عليهم لعجزهم عن منتهى الدرجات فما أرسل إلا رحمة للعالمين كلهم على اختلاف درجاتهم وأصنافهم. انتهى.

قال ابن حجر رحمه الله: وفيه دلالة على أن القصر للمسافر أفضل من الإتمام. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني