الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلاق الزوجة لنشوزها وسوء سلوكها

السؤال

زوجتي دائما صوتها عال علي أثناء أي مشكلة بالمنزل وتتدخل في المشاكل التي تقع بيني وبين أحد الرجال رغم تكراري لها بعدم التدخل بين مشاكل الرجال وأيضا تتكلم عن أهلي دائما بتهكم أو بسخرية أثناء أي مشكلة بيننا وهي حاليا حامل في الشهر السابع حصلت مشادة بيننا وغلطت في زوجتي وإنني مضيع حقها وحق أولادي الاثنين معا سواء من أهلي أو الغريب
المهم أنني ذهبت لأهلها وحكيت لهم ما بدر منها وأنني متحمل إهانات علي مدار تسعة أعوام وأنني كنت أتنازل كثيرا دون تنازل منها فقررت وضع نهاية لتلك الإهانات والحفاظ علي صورتي أمام أولادي وجيراني مستقبلا - فما كان من أهلها من يقف بجواري سوى والدها ويؤكد كلامي عكس أمها التي تنفي ذلك فقلت لهم إنهم أمامهم يومان يراجعون زوجتي ليكون بيننا احترام وإذا تعدت هذا الخط الأحمر بيننا وتكرر ذلك ستكون طالقا بعد أن فرضت عليهم أيضا زيارة أهلي التي تقاطعهم وأخواتي وإذا رفضت ذلك نفض الموضوع وكل يذهب لحال سبيله هم أهلها دائما يخافون من الطلاق فقلت ربما تخاف هي الأخري وكانت نيتي أنه فعلا لو تعدت خط الاحترام بيننا ستكون فعلا طالقا
وفي خلال الفترة اتصلت حماتي بي بأن أحضر شقتي في الميعاد وعللت وجودها مبكرا بأن زوجتي تعبت كثيرا من الحمل لأني أجلس حاليا مع والدي فذهبت لأطمئن عليها لعل ذلك يذيب الثلج بيننا وتقبل ما قلته ولكن حدث منها ومن أمها عكس ما توقعت فكان هجوم بألفاظ علي منها والصوت العالي أيضا ورغم ذلك جلس والدها متفرجا وأيضا كانت أمها تزيد من إشعالها وتذكرها بالمشاكل التي هي تكاد تكون صغيرة بمقارنة ما تقوم هي به رغم أنني كنت راجعا بصدر رحب للرجوع من أجل أولادي لأنه توجد أشياء كثيرة حلوة بيننا - فقالت بالحرف الواحد إنني رفعت صوتي وصوتي طلع أعلى منك وأنا سأوقع لك يمينك حتى تحلف علي ثانية - ولو أحببت أرجع لك أنا صاحبة القرار وسوف أملي عليك شروطا لارتجاعي وبموافقتي هذا لو وافقت - وانصرفت وأنا في حالة ذهول من هول المفاجأة من شحنهم ضدي رغم وقوفي بجانب أسرتها وفتح بيتي لهم وتفضيل ومساعدتهم عن أهلي طوال التسع سنوات زواج حتى أنني لم أعرف أدافع عن نفسي من بعض الاتهامات التي وجهت إلي على حسب ما وضحته لها أمها بطريقتها وكذا إنني في مجمل ما فات من زواجنا غلطان - فقلت لهم إنني سوف أنصرف وأسأل الفتوى في ذلك وما تم وانصرفت من منزلي لمنزل والدي هي حاليا لا تمثل لي أدني شيء وأصبح ليس لدي قبول لها لأنها تحت تأثير أمها - فالبعض قال لي اتركها كما هي لعلها ترجع عن غلطها بعد سيطرة أمها بأفكارها السيئة ومساعدتها لخراب البيت وتهديدي بترك الأولاد لي علي لسان أمها أمامي وتكرار زوجتي لنفس اللفظ ووالدها جالس لا حول له ولا قوة - فماذا أفعل بالتفصيل لأنني لا أريد إرجاعها لي حتي لا أكرر مأساة والدها أمامي وحفاظا علي ما تبقي لي من كرامة أمام أولادي وجيراني مستقبلا - وحتى تعرف أيضا مدى فضل زوجها وأهميته بعد وفاة أمها - حسبي الله ونعم الوكيل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه المرأة تعتبر ناشزا، والنشوز معصية بل كبيرة من كبائر الإثم يوجب حرمان المرأة من حقوقها كالنفقة وغير ذلك، وحيث إنك قد ذكرت في كلامك أنك صبرت عليها وتحملت إهاناتها على مدار تسع سنوات على أمل أن تنصلح ولكن لم يحدث ذلك, فنقول لك: إن غلب على ظنك أنها لن تغير سلوكها وأخلاقها وتعاملها معك خصوصا مع ما ذكرت من مساندة والديها لها على بغيها, وممالأتهم لها على ظلمها فالأولى أن تطلقها لأنه لا خير في إمساك مثل هذه المرأة التي تحول نعمة الزواج التي جعلها الله لعباده مودة ورحمة إلى هم وغم ونكد وضيق.

أخرج الحاكم في مستدركه وصححه، وصححه الألباني أيضا عن أبي موسى الأشعري قال: قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة يدعون الله، فلا يستجاب لهم: رجل كانت له امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها، ورجل كان له على رجلٍ مال فلم يشهد عليه، ورجل أعطى سفيهاً ماله.

وقد قال عزّ وجل: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ {النساء:5}.

قال العلامة المناوي في فيض القدير: ثلاثة يدعون الله فلا يستجاب لهم: "رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق" (بالضم) "فلم يطلقها"، فإذا دعا عليها لا يستجيب له، لأنه المعذب نفسه بمعاشرتها، وهو في سعة من فراقها.انتهى.

وقال ابن قدامة في المغني: وربما فسدت الحال بين الزوجين فيصير بقاء النكاح مفسدة محضة وضرراً مجردا بإلزام الزوج النفقة والسكن وحبس المرأة، مع سوء العشرة والخصومة الدائمة من غير فائدة، فاقتضى ذلك شرع ما يزيل النكاح لتزول المفسدة الحاصلة منه. انتهى.

للفائدة تراجع الفتاوى رقم: 64660، 101255، 8765.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني