الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يريد الزواج من ابنة عمه وأهله يرفضون

السؤال

أنا أرغب في الزواج من بنت عمي وأهلي يرفضون وهم يعلمون أني لن أتزوج غيرها، وهذا الموضوع زاد على 5سنوات.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم تذكر لنا أيها السائل من هم أهلك الذين يرفضون زواجك من ابنة عمك وما سبب رفضهم، فإن كان أحد غير الوالدين من أخ أو أخت وغير ذلك وكان رفضهم غير مبرر فحاول إقناعهم فإن اقتنعوا وإلا فتزوجها دون موافقتهم إذا كانت صاحبة دين وخلق، أما إذا كان رفضهم لسبب معتبر شرعا فينبغي موافقتهم فيما يرون.

أما إذا كان الرفض من والديك أو من أحدهما فإن الذي ننصحك به هو الانصراف عن الزواج من هذه الفتاة لأن طاعة الوالدين واجبة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية وإن كانا فاسقين، وهو ظاهر إطلاق أحمد، وهذا فيما فيه منفعة لهما ولا ضرر، فإن شق عليه ولم يضره وجب وإلا فلا. انتهى.

وقال ابن الصلاح في فتاويه: وربما قيل طاعة الوالدين واجبة في كل ما ليس بمعصية ومخالفة أمرهما في كل ذلك عقوق وقد أوجب كثير من العلماء طاعتهما في الشبهات.

لكن إن كان قلبك قد تعلق بهذه الفتاة وكانت ذات دين وخلق وخفت إن لم تتزوج بها أن يدخل عليك ضرر في دينك أو دنياك، أو كان رفض الوالدين لمجرد التعنت لا لسبب معتبر شرعا، فعليك في هذه الحالة أن تحاول إقناع والديك بالزواج بها، وأن تطرق في ذلك كل باب، وتسلك كل سبيل، فإن لم يوافقا فلك أن تتزوجها دون رضاهما، ولكن عليك بعد ذلك أن تسترضيهما وأن تزيل ما في صدرهما منك.

قال ناظم النوازل العلوية في الفقه المالكي:

لابن هلال طوع والد وجب * إن منع ابنه نكاح من خطب

ما لم يخف عصيانه للمولى * بها فطاعة الإله أولى.

للفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 113799، 44193، 111442.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني