الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التخلص من الوساوس وحكم زواج الموسوس

السؤال

أنا أخوكم مسلم من الأردن قد تبت بحمد الله من فترة أربعة أشهر تقريبا، ولكن استمرت توبتي على حال جيدة بحمد الله لمدة شهر واحد، ومن ثم لا أدري ما حل بي، أصبحت الوساوس والظنون والأوهام تطاردني صباحا ومساء، ولا أكاد أخلو مع نفسي إلا وتطاردني وساوس عن وجود الله وعن القرآن وعن الإسلام وعن كل شيء، حتى أصبحت أصلي وأنا أقول في نفسي كيف ستقبل صلاتي وأنا بهذا الحال، والمشكلة أني أحاول طرد الوساوس لكن لا أستطيع ذلك، وأنا أريد الزواج فهل يحل لي الزواج بمسلمة في هذه الحال، وكيف يمكن لي أن أتخلص من هذه الوساوس، وأن أكون مطمئنا بالإيمان والدين لكي أستطيع أن أخدم ديني وأكمل حياتي، حتى وأنا أستعيذ بالله من الشيطان تطاردني الوساوس، فلماذا لا تذهب عند الاستعاذة بالله منها، وما هو الحل وأنا الآن أصبحت خائفا إن كثرت هذه الوساوس ممكن أن تسبب لي خللا شديدا في العقيدة مع الزمن، ولكن الله هو المستعان. أود منكم الدعاء لي بالهداية وبالخير والثبات على الدين، وأن تجيبوا على أسئلتي قريبا. وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحمد لله تعالى الذي وفقك للتوبة، ونسأل الله تعالى لنا ولك الهداية والثبات على طريق الخير، وعليك بالإعراض عن الوساوس الشيطانية، واشغل نفسك عنها بذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن، والاشتغال بما ينفعك في أمر دينك ودنياك؛ لئلا تفسح المجال للشيطان، والهج بالدعاء والذكر ليكشف الله عنك البلاء، كما يمكنك طلب الرقية الشرعية من بعض الصالحين، ويمكنك أن تراجع بعض الأطباء المختصين، فلعل ما أصابك ناتج عن مرض عضوي.

واعلم أن مجرد الوسوسة ليس مخرجا من الملة ما لم يصدر من صاحبها أفعال أو أفكار كفرية قبيحة، وما صدر منك من ذلك بغير قصد فإنك لا تكفر به، فإن المصاب بالاكتئاب النفسي أو الوسواس القهري أو غير ذلك من الأمراض النفسية إذا وصل به المرض إلى حد يغيب معه عقله، فإنه يكون وقت غياب عقله ممن رفع عنه القلم، أما إن كانت هذه الأفعال قد صدرت حال الاختيار فذلك كفر والعياذ بالله تعالى، ولكن التوبة مقبولة، والله يتوب على من تاب.

ولمزيد الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى الآتية أرقامها: 3086، 3171، 55678، 102447، 111084، 116946، 117004.

أما بالنسبة لرغبتك في الزواج فإن الوسواس القهري ليس من العيوب التي يجب الإخبار بها، إلا إذا اشترطت السلامة ولو ضمنياً، وقد سبق بيان ذلك في الفتويين: 52700، 102760.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني