الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغضب أصل كثير من الشرور

السؤال

لن أطول بالكلام يا أخي. أنا شاب من أسرة مسلمة من سوريا، عصبي جدا، وأغضب بسرعة كبيرة، وأطلب العون منكم.
مشكلتي باختصار أني أحببت فتاة من بلدي، وكل مرة تتكلم معي فيها أغضب بسرعة كبيرة منها حتى لو كان كلامها لطيفا معي، وليس فقط منها من أي إنسان يكلمني أغضب وبشدة، وأبدأ أكفر بالله و بكل شيء حولي، وأكفر، ولكني في الأيام الماضية أصبحت أكفر كثيرا كثيرا.
أطلب العون منكم، أرجوكم أريد أن أعلم ماذا أفعل في غضبي الشديد والسريع، وفي كيفية التكفير عن ذنوبي التي لو جلست مليار سنة لن أحصيها؟
أرجوكم يا إخوتي ساعدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإننا ننصح أولا بالحذر من الغضب، فإنه أصل كثير من الشرور، وقد ورد في التحذير من الغضب ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني قال: لا تغضب. فردد مرارا، قال: لا تغضب.

وهنالك وسائل لعلاج الغضب سبق ذكرها بالفتوى رقم: 8038، ونضيف هنا الرقية الشرعية كوسيلة للعلاج، ويمكنك مراجعة طبيب نفسي ثقة وصاحب خبرة يعينك في العلاج إن شعرت أنك بحاجة إلى ذلك.

ومن أعظم ما يدل على خطورة الغضب ما ذكرت من أنه قد يترتب على غضبك أن تكفر بالله تعالى، فإذا فعلت ذلك عن قصد واختيار فإنك تخرج بذلك عن ملة الإسلام، فعليك حينئذ بالتوبة إلى الله تعالى والنطق بالشهادتين لتدخل في الإسلام مرة أخرى، وعليك بالحذر من أن يتكرر منك شيء من ذلك، فالأمر خطير كما ذكرنا، فما يدريك فلعلك تقبض روحك في تلك الحالة فتخسر دنياك وأخراك، قال تعالى: وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {البقرة:217}.

فبادر بالتوبة، وأحسن الظن بربك، فرحمته واسعة، لا يعظم معها ذنب، قال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.

واعلم أنه لا يجوز للمسلم أن تكون له علاقة عاطفية مع امرأة أجنبية عليه، فإن ذلك محرم وذريعة من ذرائع الفساد، فيجب عليك قطع هذه العلاقة معها، وإن كنت ترغب في الزواج منها، فأت الأمر من بابه، فتخطبها من وليها ولتتزوج منها، روى ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح.

فإن لم يتيسر لك الزواج منها فاقطع علاقتك معها بالكلية. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 4220 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني