الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توبة المستهزئ هل تقبل وهل له أن يتزوج بمسلمة

السؤال

هل شدة الاستهزاء بالخالق تؤثر في قبول التوبة حتى لو بأي شكل كان وبشيء لا يتصوره العقل؟ وهل بعد التوبة يستحق الزواج من مسلمة مع العلم أن ذلك ناتج عن مرض الوسواس القهري. أرجو الإجابة على هذا السؤال من تحويل إلي فتاوى أخرى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أن من تاب تاب الله عليه مهما كان ذنبه ومهما عظمت خطيئته، فإن الله تعالى لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، قال عز وجل في حق التائبين: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. {الزمر: 53}.

وفي سنن ابن ماجه بسند حسن: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

فمن كان يستهزئ بالله عز وجل ثم تاب صحت توبته وقبلها الله منه إن استوفت شروطها، ومحت ما كان قبلها من الذنب مهما كانت شدة استهزائه، وجاز تزويجه، وقد كان من الصحابة رضي الله عنهم من هم معادون للدين قبل أن يسلموا ثم منّ الله عليهم بالإسلام فصاروا إلى فضل الله وكرامته. واعلم أن الاستهزاء بالله كفر إلا أن يكون وسوسة وهواجس نفس فإن العبد لا يآخذ به لقوله صلى الله عليه وسلم الثابت في الصحيح: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم.

والتوبة من الكفر مقبولة إذا استوفت شروطها وأركانها كما قدمنا، وانظر الفتوى رقم: 118361 .

فنسأل الله أن يرزقنا وسائر إخواننا التوبة النصوح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني