الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الوساوس في العقيدة

السؤال

طبعا بداية قصتي كانت قبل سنتين بالضبط عندما كنت طالبا في الثانوية: كنت في الاختبار وفجأة كان هناك طالب من الشخصيات الكريهة لدي وكان ينظر إلي ثم بدأ بالضحك ـ ضحكات استهتارية ـ ووالله إنني أردت أن أنتقم منه بحكم أنني قوي ـ والحمد لله ـ جسديا و بدنيا وفجأة دخل في قلبي الخوف وبدأت أقول من المؤكد أنه سوف يفعل شيئا في الخارج، المهم واصلت وتخرجت ولكن الخوف كان يدخل في قلبي حتى لدرجه أنني كلما نظر إلي أي شخص وكانت نظراته بقوة أبدأ بسرعة ـ في البلع ـ والله ياإخوة إنني قوي داخليا ولكن لا أدري ماذا حصل؟ علما بأنني الآن لدي حزام في لعبة قتالية ولا أدري ما الحل؟ بالنسبة للأعراض: يأتيني صداع في راسي وصعوبة في البلع كلما تذكرت موقف ذالك الشخص وهو يصرخ في وجهي، أوأي موقف آخر، وأحس بألم في ناصيتي أو جبهتي وأحس بثقل، ويأتيني ألم في رأسي وبالتحديد في الجبهة،عيوني تبدأ بالدمع شيئا ما، ويأتيني ألم في ظهري، ولكنها أعراض تأتي في أوقات متفرقة، لدرجه أنني عندما ألقي خطابا أمام الناس ثم أستريح لاأحس بالسعادة، والله لا أدري، المهم أخذت أثر ذلك الشخص واغتسلت به، وعندما تخرجت كانت أمنيتي: الكلية الجوية، ولكن لم أوفق، وبدأت أفكر بالانتقام من ذلك الشخص لأنه كان السبب في عدم مذاكرتي بجدية.
وبعد هذا كله ـ والحمد لله ـ دخلت الجامعة وقلت ـ لا ـ فالموقف لن يعثر مستقبلي ـ والحمد لله ـ واصلت وصرت
ألقي خطابات أمام الطلاب لكن أتتني قبل خمسة أشهر حالة من الخوف مثل التي كانت قبل سنتين ولكن هذه المرة ارتبط الخوف بوساوس في العقيدة لدرجة أنني أبكي، لأنها وساوس في العقيدة، ولكنني ذهبت إلى عيادة تخصصية ووصفت لهم حالتي وأعطوني ـ ساليباكس ـ ولكنني استمريت عليه عشرة أيام وقلت للدكتور أريد أن أوقف العلاج، وقالي لي أوقفه بالتدريج ـ والحمد لله ـ والله لقد ارتحت بعدما قطعت العلاج، أخبروني بالله فأنا أريد العلاج.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله العلي العظيم رب العرش الكريم أن يعجل لك الشفاء التام الذي لا يغادر سقما.

وما تجده من الخوف والقلق والوساوس في العقيدة وفي غيرها هو من كيد الشيطان ووساوسه فينبغي لك أن تعالجه بالاعتماد على الله تعالى والاستعاذة به من شر الشيطان الرجيم وتحافظ على الطهارة وأداء الفرائض وما استطعت من النوافل واحذر من الوسواس في العبادة، وواظب على الصدقة وأعمال الخير وعلى الأذكار المأثورة كلها ـ وخاصة أذكار الصباح والمساء.

وسبق بيان علاج الوسواس وأنواعه، في الفتوى: 110257، فنرجو أن تطلع عليها وعلى وما أحيل عليه فيها.

وبخصوص ما جرى لك مع الطالب في مرحلة الثانوية فعليك أن تنساه نهائيا ولا تحدث به غيرك حتى لا يكون مدخلا للشيطان، فقد حذرنا الله تعالى من مداخل الشيطان فقال تعالى: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا {الإسراء: 53}.

وإذا عملت بما ذكر ثم أحسست بشيء مما كنت تجد فإننا ننصحك باستشارة أهل الاختصاص من الأطباء النفسانيين.

ولا مانع من الاستعانة بالرقاة الشرعيين الذين هم على مذهب أهل السنة والجماعة في المنهج والمعتقد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني