الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المرأة إذا عاودها الدم بعد أقل من خمسة عشر يوما

السؤال

أولاً: الشكر الجزيل لحضراتكم على الخدمات القيمة في هذا الموقع الجميل. أرجو منكم فتوى في أمر الدورة الشهرية، لقد كانت العادة منقطعة بسبب الرضاعة حتى الشهر السادس بعد الوضع وفي هذه المدة كنت آخذ حبوب منع الحمل الخاص للمرضع, رأيت الحيض أول مرة بتاريخ 4 يونيو 2009 والثانية بـ 3يوليو وبعدها وقع اضطراب فالتبس علي الأمر, حائض أنا أم مستحاضة، وسأوضح لكم بالتواريخ كما يلي: المرة الأولى: أول يوم نزول الدم 3 يوليو وأول يوم طهر 10يوليو، المرة الثانية أول يوم الحيض 18 يوليو وأول يوم طهر 24 يوليو، المرة الثالثة أول يوم حيض 9 أغسطس وأول يوم طهر 15 اغسطس، المرة الرابعة أول يوم حيض 25 أغسطس ولم أر الطهر بعد. فأرجو التوضيح لكل مرة لكي أرد ما علي من دين عبادة في حال كانت استحاضة, وخصوصا هذه الأخيرة حيث نحن في رمضان، فأنا قد اعتبرتها استحاضة أصوم وأصلي فهل هذا صحيح؟
ملاحظات: أحسست بوجع في البطن والظهر قبيل نزول الدم ولونه أسود إلى وردي داكن وهو ليس غزيرا كما اعتدته في الدورات قبل الحمل، العادة كانت منتظمة قبل الحمل, مرة في الشهر ولمدة 7 أيام، عمري٢٦ سنة، الولادة كانت قيصرية أنا الآن آخذ حبوب منع الحمل من نوع -سيرازيت 0.075 ملغ ديزوجستريل وهو بدون أستروجين, وصفته الطبيبة بعد أن أكمل ابني 6 أشهر قالت إنه أقل تأثيراً على حليب المرضع وفي نفس الوقت هو جيد حتى لا يحدث الحمل. فهل ممكن أن يكون هو سبب هذا الاضطراب، أعتذر على سرد التفاصيل، فأرجو أن تردوا علي في أسرع وقت؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا بد أولاً من بيان القاعدة العامة التي يميز بها بين دم الحيض ودم الاستحاضة لتتمكني من علاج هذه المشكلة وغيرها من المشكلات مستقبلاً، فنقول إن المفتى به عندنا أن أكثر الحيض خمسة عشر يوماً، وأن الطهر في أثناء دم الحيض طهر صحيح يلزم المرأة فيه الصلاة والصوم، وأن أقل الطهر بين الحيضتين خمسة عشر يوماً، فمتى كان بين طرفي الدم أقل من خمسة عشر يوماً أو كان بين الدمين خمسة عشر يوماً فأكثر فالدم العائد حيض، ومتى كان بين طرفي الدم أكثر من خمسة عشر يوماً وكان الدم العائد لأقل من خمسة عشر يوماً، علمنا بذلك أن المرأة مستحاضة، وانظري لمعرفة المراد بزمن الحيض وضابطه الفتوى رقم: 118286، ولمعرفة حكم الدم العائد راجعي في ذلك الفتوى رقم: 100680 فانظريها للأهمية.

فإذا ضبطت هذه القواعد الآنفة الذكر أمكنك الحكم على الدم الذي ترينه وهل هو حيض أو استحاضة، وأما عن مسألتك فالدم الذي رأيته ثانياً والذي ذكرت أنه كان بتاريخ 18 يوليو هو دم استحاضة لأن بينه وبين انقطاع الدم السابق عليه أقل من خمسة عشر يوماً، وبين بداية الدم الأول ونهايته أكثر من خمسة عشر يوماً، فكان يلزمك إذ رأيته ما يلزم المستحاضة من التحفظ والوضوء لكل صلاة بعد دخول الوقت وتصلين بوضوئك ذاك الفرض وما شئت من النوافل.

وأما الدم الذي رأيته ثالثاً فهو دم حيض لأنه في زمن يمكن أن يعد فيه حيضاً، وأما الدم الذي رأيته رابعاً فهو استحاضة لما تقدم ذكره فيلزمك معه ما يلزم المستحاضة، وقد بينا أحكام الاستحاضة في فتاوى كثيرة فانظريها بالرجوع إلى العرض الموضوعي بموقعنا، وأما فيما يتعلق بنوع الحبوب التي تأخذينها ومدى تأثيرها على اضطراب الحيض عندك فيمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا في هذا الشأن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني