الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معينات الإقلاع عن التدخين

السؤال

مشكلتي هي التدخين، لقد كنت أصوم وأطيل من لحيتي ثم عدت إلى التدخين، المشكلة أن الكثير قالوا اتركها تدريجيا ولم أستطع بهذه الطريقة، وقبل ثلاث سنوات قطعته كليا ثم بعد سنة عدت إليها، هل يمكن لي تركها مرة واحدة وليس تدريجيا فقد نجحت قبل هذا بهذه الطريقة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي ينفعك للتخلص من التدخين هو أن تتوب منه توبة صادقة، والتوبة الصادقة هي التي يراد بها وجه الله ويستعان به عليها، وتكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود له. لكن ينبغي أن تعلم أن أمر التوبة شديد على الشيطان لأنها تهدم ما بناه، ولذلك فهو يسعى بكل سبيل لصد الإنسان عن التوبة وتثبيطه وتخذيله عنها بوضع العقبات والحواجز، ومن أكبر العقبات التي يضعها الشيطان للعبد في طريق التوبة اليأس وذلك بالإيحاء بالعجز والضعف عن الإقلاع عن الذنب وتذكير العبد بأنه قد حاول من قبل فلم يستطع وأنه إن أقلع اليوم فسيعود غداً والطريق طويل، حتى ييأس العبد وينكص عن توبته، وعلاج ذلك بألا تنخدع بهذه الأباطيل. فالواجب عليك أن تقلع عن الذنب فوراً وتعقد العزم على عدم العود، ولست مطالباً بالانشغال بما يكون في غد فهو في علم الله وحده ولا أحد غيره يعلم ما سيكون منك في غد، ثم ما أدراك أنك تعيش إلى غد؟ ثم على فرض أنك ستعود إلى الذنب فإن التوبة الصحيحة تمحو ما قبلها فتكون قد ربحت مغفرة ما كان قبل التوبة، ثم أهم من ذلك أن تعلم يقيناً بأن العبد لا حول له ولا قوة إلا بالله، فإذا التجأت إلى الله وطرحت نفسك بين يديه وطلبت منه العون على التوبة فلا شك أنه سيجيبك ويحول بينك وبين المعصية وينزع محبتها من قلبك وذلك على الله يسير.

ثم أعلم أن العقبة الثانية التي يضعها الشيطان للعبد في طريق التوبة هي التسويف، فاحذر من هذه المكيدة وبادر بالتوبة قبل فوات الأوان، ولمعرفة بعض الأمور المعينة على الإقلاع عن التدخين راجع الفتوى رقم: 20739.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني