الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

إخوتي في الله أنا فتاة مراهقة والدورة الشهرية غير منتظمة إطلاقا. فهي أصبحت تأتيني أسبوعا ثم تتوقف أسبوعا، ثم تعود في الأسبوع الذي بعده. فما حكمها شرعا ؟ وهل صحيح أنه لا تجوز لي الصلاة بها ؟
ولدي سؤال آخر يتكلم أيضا عن الدورة: عند ما أكون في آخر يوم من الدورة الشهرية أبقى بعد انتهاء الدورة {للتأكد } إلى ما بعد العشاء ثم أتطهر. سؤالي هو: هل هنا يجب علي صلاه المغرب والعشاء وخاصة أن الدورة تكون قد انتهت في وقتهما ولكنني من باب التأكد من انتهائي من الدورة الشهرية أبقى حتى ذلك الوقت؟ مجمل الحديث متى يجب علي قضاء صلواتي ومتى لا يجب علي ذلك؟
وأهم ما في الحديث كله ما معنى الاستحاضة ؟ وما الفرق بينها وبين الحيض العادي ؟
أرجوكم رجاء خاص أن يكون حديثكم مبسطا جدا وواضحا لأن عربيتي الفصحى ركيكة قليلا فلا أستطيع أن أفهم الحكم جيدا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أجبنا عن نظير هذه المسألة في الفتوى رقم: 121914، والفتوى رقم 121743، فراجعيهما.

ثم اعلمي أن الاستحاضة هي الدم الذي تراه المرأة في غير زمان الحيض، وهو دم فساد وعلة، وهو ما يعرف بالنزيف، وأما دم الحيض فهو دم طبيعة وجبلة كما بين ذلك الفقهاء، ولدم الحيض صفات تميزه من لونه الأسود وريحه الذي تعرفه النساء وغلظه والألم المصاحب لخروجه.

فإذا علمت أنك مستحاضة فإن كانت لك عادة سابقة قبل أن يضطرب حيضك فإنك تجلسين هذه العادة وتعتبرين ما زاد عليها استحاضة، وإن لم تكن لك عادة سابقة، فإن كنت تعرفين صفات دم الحيض بلونه وريحه وغلظه والألم المصاحب لخروجه وتميزينه بهذه الصفات عن دم الاستحاضة فإنك تعتبرين ما ميزت فيه صفات دم الحيض حيضا وما عداه يكون استحاضة، وإن لم تكوني تعرفين صفات دم الحيض التي تميزه من دم الاستحاضة فإنك تجلسين من كل شهر غالب عادة النساء من أهلك ستة أيام أو سبعة فتعتبرينها حيضا وما زاد عليها تعتبرينه استحاضة، فإذا انقضت مدة الدم الذي اعتبرته حيضا فإنك تغتسلين وتصلين وتتحفظين بشد خرقة أو نحوها على الموضع وتتوضئين لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلين بوضوئك ذاك الفرض وما شئت من النوافل مدة جريان دم الاستحاضة، وذلك حتى يمن الله عليك بالشفاء من هذا المرض، ولمعرفة متى يعد الدم حيضا ومتى يحكم بكونه استحاضة راجعي الفتوى رقم: 118286، وراجعي للأهمية الفتوى رقم: 100680.

ثم اعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن الراجح عندنا هو أن المرأة تغتسل بمجرد رؤية الطهر من الحيض ولا تنتظر حتى تتيقن من حصول الطهر، وعليه فإنك متى رأيت الطهر من الحيض فإنك تغتسلين وتصلين الصلاة التي حضر وقتها، فإن طهرت في وقت العصر صليت الظهر والعصر، وإن طهرت في وقت العشاء صليت المغرب والعشاء، وهذا مذهب أكثر العلماء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني