الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الذبائح التي تذبح في الأعياد المحدثة

السؤال

في منطقتنا وكل فصل ربيع عند ما تزهر أوراق الزيتون يجتمع كل الرجال الذين يحملون اسم العائلة ويقومون بجمع مبلغ من المال من كل شخص بشكل متساو لشراء أضحية(بقرة) يقومون بذبحها وتوزيعها بينهم بالتساوي ويسمون هذه العملية عيد الزيتون، وذلك بهدف حصول البركة في موسم الزيتون وأن يكون الزيت وفيرا، مع العلم أن الذبح يكون بالطريقة الشرعية وأن كل العائلات الأ خرى تفعل نفس الشيء وهذه العادة قديمة وكلنا أكلنا من هذا اللحم إلا أن بعض الناس مؤخرا أصبحوا يقولون إن هذا حرام ولا يجوز أكل هذا اللحم. فما هو حكم أكل لحم الذبيحة؟وهل نعد آثمين لو أكلنا منه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا يجوز للمسلمين أن يحدثوا عيدا يحتفلون به سوى ما شرعه الله لهم، وقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وللأنصار يومان يلعبون فيهما فقال: إن الله أبدلكم بهما يومين خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر. رواه أبو داود وغيره.

فدل هذا على عدم جواز الاحتفال بما سوى هذين العيدين.

قال شيخ الإسلام في تقرير دلالة هذا الحديث على ما ذكرناه: فوجه الدلالة أن اليومين الجاهليين لم يقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة بل قال: إن الله قد أبدلكم بهما يومين آخرين. والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه ولهذا لا تستعمل هذه العبارة إلا فيما ترك اجتماعهما، فقوله صلى الله عليه وسلم: قد أبدلكم الله بهما خيرا يقتضي ترك الجمع بينهما لا سيما قوله خيرا منهما يقتضي الاعتياض بما شرع لنا عما كان في الجاهلية.
وأيضا فقوله لهم (إن الله قد أبدلكم) لما سألهم عن اليومين فأجابوه إنهما يومان كانوا يلعبون فيهما في الجاهلية دليل على أنه نهاهم عنهما اعتياضا بيومي الإسلام إذ لو لم يقصد النهي لم يكن ذكر هذا الإبدال مناسبا إذ أصل شرع اليومين الواجبين الإسلاميين كانوا يعملونه ولم يكونوا ليتركوه لأجل يومي الجاهلية.
انتهى باختصار.

والأدلة على منع إحداث الأعياد ووجوب الاقتصار على ما أتى به الشرع منها كثيرة، وأيضا فإن اعتقاد هؤلاء الناس أن الذبح على هذا الوجه سبب لزيادة الزيتون والبركة فيه اعتقاد باطل إذ ليس عليه أثارة من علم، فالواجب التحذير من هذا العيد المحدث والاعتقاد الباطل وإنكاره قدر الطاقة والعمل على إزالته ما أمكن وعدم المشاركة فيه بوجه من الوجوه.

وأما ما يذبح فيه من الذبائح فإنه إذا كان يذبح على الوجه المشروع لم يكن أكله محرما، واجتنب مبالغة في النهي عن هذا العيد وزجرا للمحتفلين به كان ذلك مما ينبغي، وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي: ما حكم الذبائح التي تكون في المولد ؟
فأجاب رحمه الله:
إن كان ذبحها لصاحب المولد فهذا شرك أكبر، أما إن كان ذبحها للأكل فلا شيء في ذلك، لكن ينبغي ألا يؤكل منها، وأن لا يحضر المسلم إنكارا عليهم بالقول والفعل ؛ إلا أن يحضر لنصيحتهم بدون أن يشاركهم في أكل أو غيره. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني