الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يؤجر المرء بمجاهدته للوساوس ومحاولته التخلص منها

السؤال

أنا امرأة متزوجة، كنت كثيرة المعاصي ولكن الحمد لله تبت إلى الله لكنى الآن أعانى من مرض الوسواس يأتي إلي بإشكال متعددة- حماكم الله منه- كل مرة بشكل مرة في الوضوء مرة أخرى في الصلاة، مرة في كلام الله مرة في دين الإسلام عموما، بصراحة أنا خايفه جدا أن يكون هذا نوع من الكفر بالله والعياذ بالله هذا المرض يسبب لي ضيق شديد وأحس باكتئاب شديد، مع العلم أنه في هذه الفترة أحاول أكون متقربة إلى الله لكي أبعد نفسي عن الكفر أفيدوني جزاكم الله خيرا؟
قرأت فتوى في موقعكم هذا عن هذا الموضوع وعرفت قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ما توسوس به صدورها. هذا معنى الحديث ولكن في قول الله تعالى: ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) أوقات كثيرة أحس أني متأثرة بهذه الوسوسة وأحس أني كافرة بقلبي وأكرهها كرها شديدا وأدعو ربنا إن كان نهاية هذه الوسوسة كفر يجعل يومي قبل أن أنطق كلمة كفر. ادعوا الله لي بالشفاء وجزاكم الله خيرا وأفيدوني جزاكم الله خير بطرق الشفاء من هذا المرض؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لك الشفاء والعافية، ثم اعلمي أن علاج الوساوس في باب الطهارة والصلاة ونحوها هو أن تعرضي عنها ولا تلتفتي إليها، فإن وسوس لك الشيطان مثلا بأنك لم تنوي فأعرضي عن ذلك واجزمي بأنك نويت، وإن وسوس لك بأنك لم تغسلي عضو كذا أو لم تقرأي كذا فاجعلي الأصل أنك غسلت وقرأت وادرأي في نحر الشيطان حتى يذهب الله عنك هذه الوساوس.

ولمزيد الفائدة حول كيفية علاج هذه الوساوس انظري الفتوى رقم: 134196ورقم: 51601.

وأما ما يعرض لك من الوساوس في باب العقائد فإنه لا يضرك إن شاء الله، ولا تأثمين به، بل إنك تؤجرين على مجاهدة هذه الوساوس ومحاولة التخلص منها، وكراهتك لهذه الوساوس ونفورك منها دليل على صدق إيمانك وصحة يقينك بإذن الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله عنهم حين شكوا إليه أمثال هذه الوساوس وأن أحدهم يود أن يخر من السماء ولا يتكلم به: ذاك صريح الإيمان.

فعليك بمجاهدة نفسك للتخلص من هذه الوساوس جازمة بأنها لا تضرك ولا تؤثر في إيمانك، وامضي في طريق الطاعة والاستقامة فإنك مهما تقربت إلى الله تعالى قربك الله تعالى حتى تذوقي من حلاوة الإيمان وبرد اليقين ما هو السعادة الحقة واللذة التي لا تعدلها لذة في هذه الدنيا، وإذا أتتك تلك الوساوس فتعوذي بالله من الشيطان الرجيم وقولي آمنت بالله ورسله، وحاولي أن تصرفي فكرتك لما ينفعك في أمر دينك ودنياك، وراجعي للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 144453، 141048، 139839، 139353، 138019.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني