الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخدير الدجاج بالغاز...نظرة شرعية

السؤال

أريد رأي الشرع بعملية تخدير الدجاج بالغاز مع العلم أنها لا تموت قبل الذبح.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإذا كان الأمر كما ذكر السائل من أن عملية تخدير الدجاج بالغاز لا تميته قبل الذبح فلا حرج في أكله إذا ذكي ذكاة شرعية بعدها.
فقد جاء في قرار المجمع الفقهي ما نصه: لا يحرم ما ذكي من الحيوانات بعد تدويخه باستعمال مزيج ثاني أكسيد الكربون مع الهواء أو الأكسجين أو باستعمال المسدس ذي الرأس الكروي بصورة لا تؤدي إلى موته قبل تذكيته.
أما الإقدام على التخدير ابتداء فلا شك أن أقل ما يكمن أن يقال فيه هو أن الأولى تركه، وذبح الحيوان على الهيئة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان يضجع الذبيحة ثم يبدأ بعملية الذبح مباشرة، ودعوى أن التخدير أرفق بالذبيحة وأن الذبح قبل إجراء التخدير أو الصعق فيه نوع من التعذيب دعوى يكذبها هديه صلى الله عليه وسلم في صفة التذكية، ومن المعلوم أنه صلى الله عليه وسلم هو نبي الرحمة: وهو القائل عليه الصلاة والسلام: إن الله كتب الإحسان على كل شيء! فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته. رواه مسلم من حديث شداد بن أوس .
فأمر صلى الله عليه وسلم بالرفق بالذبيحة والإحسان إليها قبل الذبح، ونهى عن كل ما يؤدي إلى تعذيبها حسيا كذبحها بآلة كلة أو معنوياً كان يريها الذابح آلة الذبح، فقال كما في الحديث الذي يرويه الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما من قوله: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحد الشفار وأن تواري عن البهائم.
والحاصل أن دعوى كون الذبح قبل التخدير فيه تعذيب دعوى كاذبة، وأن الخير كله في اتباع هدي النبي صلى عليه وسلم في كل شيء.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني