الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العقاب البدني..أدلة جوازه..وحدود استعماله

السؤال

هل استخدام العقاب البدني في التربية في المنزل والمدرسة أمر مباح دينياً؟ وهل منع العقاب البدني في المدارس يتعارض مع التعاليم الدينية؟ علماً بأنه لم يعرف عن الرسول صلى الله عليه وسلم ضربه لبناته!

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فاستخدام العقاب البدني في التربية في المنزل أو المدرسة لا يطلق عليه أنه مباح مطلقاً أو أنه ممنوع مطلقاً، إذ أن الأصل أن تستخدم أساليب النصح والتوجيه، أو التقريع والتوبيخ، ولكل حالة من هذه الحالات مقتضياتها.
فالأصل الرفق، ومن هنا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في حديث عائشة رضي الله عنها: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه" رواه أحمد ومسلم.
وما ذكره أنس رضي الله عنه حين قال: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي لشيء فعلته لم فعلت كذا؟ ولا لشيء لم أفعله لم لم تفعل كذا؟.
ولكن قد يأتي الضرب في مرحلة من المراحل عندما تستنفذ الوسائل الرادعة، لكن ضرب تأديب لا ضرب تشف من الغيظ، والدليل على جواز الضرب قول الله تعالى في شأن المرأة الناشز الخارجة عن طاعة الزوج: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً) [النساء:34].
وقال عليه الصلاة والسلام: "مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر" رواه أحمد وأبو داود عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما بإسناد صحيح.
إذن فهو ليس أصلاً في التربية، لكنه من باب: آخر الدواء الكي.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني