الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنواع النفاق وحكمهم الدنيوي والأخروي

السؤال

ما حكم من يبدو للناس بوجه مغاير لما هوعليه في واقع الأمر؟ فقد يفعل الحسنات أمام جماعة والسيئات كلها أمام جماعة أخرى أي النفاق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فمن يظهر أمام أقوام بفعل الخيرات، وأمام آخرين بفعل المنكرات يعتبر من شر الناس، ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه، ويأتي هؤلاء بوجه".
وهذه الصفة هي صفة المنافقين الذين يظهرون خلاف ما يبطنون، قال تعالى: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) [البقرة:14]. ويظنون بهذا أنهم يخدعون الله والمؤمنين، وهم في الحقيقة ما يخدعون إلا أنفسهم، كما قال تعالى: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ، فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) [البقرة:9-10]. وقال تعالى: (يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَك) [آل عمران:154].
وإذا كان ما يخفيه هذا الشخص ويعمله بين خلانه من الذنوب والمعاصي كفراً، فهو منافق نفاقاً أكبر، وحكمه معروف في كتاب الله، قال تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا،إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً) [النساء:145-146].
هذا جزاؤه في الآخرة، وأما جزاؤه في الدنيا إذا علم منه ذلك وثبت عليه فالاستتابة ثلاثاً، فإن لم يتب أقام عليه القاضي الشرعي حدّ الردة، وهو القتل.
وأما إذا كان ما يخفيه ويفعله عند خلانه من المعاصي التي هي دون الكفر، فهو على خطر عظيم، ويخشى عليه من التدرج حتى الوصول للنفاق الأكبر، والموت على الكفر والعياذ بالله، وعلى من يعلم بحال شخص هذه صفته أن ينصحه ويرشده.. عسى الله أن يهديه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني