الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز الاقتراض بالربا من أجل شراء شقة

السؤال

هل الاقتراض من البنك بفائدة لشراء شقة لسكني حرام ؟ وهل ينبغي أن أسدد القرض بكامله قبل الخروج للحج العام القادم بأمر الله ؟ وشكراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ..... وبعد:

فلا يجوز الاقتراض من البنك بفائدة لشراء شقة ولا غيرها لأن هذا ربا محض والله تعالى يقول: "وأحل الله البيع وحرم الربا"[البقرة:275] فيجب على من اقترض بهذه الطريقة أن يتوب إلى الله تعالى وأن لا يعود إلى مثلها. وإن استطاع أن يتخلص من هذه العملية برد رأس مال البنك إليه ويسقط البنك عنه الفوائد فليفعل ذلك لأن البنك لاحق له إلا في رأس ماله. لقول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربوا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون". سورة البقرة وإن لم يستطع ذلك فليسدد للبنك على حسب ما اتفقا عليه أولاً ولا يعود لمثلها أبداً. وأما سداد هذا المبلغ كاملاً قبل أن تذهب للحج فليس واجباً عليك إذا كان ذهابك للحج لا يؤخر شيئاً من الأقساط المترتبة عليك من رأس المال، أما المترتبة عليك من الفوائد فلك أن تذهب إلى الحج ولو أدى ذلك إلى تأخيرها بل الواجب عليك الامتناع عن دفعها إلا إذا كنت مكرها على ذلك إكراها معتبراً. ولكن يجب عليك أن تتبوب إلى الله سبحانه وتعالى قبل أن تذهب إلى الحج من كل ذنب فالحج وفادة على الله تعالى وليس من المعقول أن تفد عليه وأنت مصر على معصيته. والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني