الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حذار من المعصية وشبكة الشيطان وإغوائه

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:فإني أحبتي في الله أشكو من البعد عن الله لمدة زادت عما كنت أتصور: صرت أبيح لنفسي ترك الصلاة ليوم أو حتى يومين كاملين رغم أني كنت أحافظ عليها وعلى تلاوة القرآن الكريم وعلى القيام... أرجو سماحتكم أن تفيدوني وأن تنقذوني من هذه الحالة؟و جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فنسأل الله العلي القدير أن يتوب عليك، ويردك إليه رداً جميلاً، وأن يشرح صدرك، وينور قلبك، ويصلح قولك وعملك إنه على كل شيء قدير.
واعلم أخي الكريم أن ما أصابك من التكاسل عن الصلاة، وقراءة القرآن ونحو ذلك بعد أن كنت مثابراً على ذلك هو من الشيطان عليه لعنة الله، فإنه يبدأ في إضلال المسلم شيئاً فشيئاً، وخطوة خطوة، كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور:21].
وفي هذه الآية بين الله أن للشيطان في إغواء العبد خطوات، وحذره من خطواته التي تدعو إلى الفحشاء والمنكر، ولذلك قال بعض السلف: من شؤم المعصية المعصية بعدها، ومن بركة الطاعة الطاعة بعدها.
ما أحسن ما قاله عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: إن للحسنة ضياء في الوجه، ونوراً في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق. وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القبر والقلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق.
وإذا تتابعت السيئات على العبد أظلم قلبه، واسود وجهه، وضاق صدره، وحينها يهلك.
فاتق الله أخي الفاضل، ولا تستسلم للشيطان وضلالاته، وتدارك نفسك قبل فوات الأوان، وقد سبقت لنا فتاوى فيها إعانة لك على الثبات على الحق وهي بالأرقام التالية: 15219، 12744، 16610.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني