الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير (لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُم...)

السؤال

هل يعتبر قولنا: (صلى الله عليه وسلم) بعد ذكر اسم الرسول عليه الصلاة والسلام، صلاة منَّا عليه، أم أنها تدخل تحت قوله تعالى: لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقول الله -تعالى-: لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً [النور:63]. ليس فيها حث على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يفهم منها ذلك، فقد جاء عن ابن عباس أنهم كانوا يقولون: يا محمد يا أبا القاسم، فنهاهم الله عز وجل عن ذلك إعظاماً لنبيه صلى الله عليه وسلم. قال: فقولوا: يا نبي الله .. يا رسول الله. وقال قتادة: أن يهاب نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وأن يبجَّل، وأن يعظَّم، وأن يسوَّد، كما يدل عليه سياقها.

فالمراد من الآية تعظيم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعدم مخاطبته باسمه المجرد؛ ولكن يشرفوه ويعظموه حتى في مخاطبتهم له، فيقولوا: يا نبي الله.. يا رسول الله، وهذا من الأدب مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند مخاطبته والكلام معه.

أما الحث على الصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد دلت عليه أدلة أخرى من القرآن والسنة معروفة، وقد ذكرنا بعضها في الفتوى: 5025.

والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- معناها الدعاء لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن ينال من ربه مزيداً من البركة والخير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني