الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأحاديث الواردة بشأن سورة (يس) فيها مقال

السؤال

أنا شاب متزوج ولدي طفل -والحمد لله-، كنت موظفًا في إحدى الشركات بجدة، وعرض عليّ المدير الإداري تقديم الاستقالة من العمل؛ لأن القسم الذي أعمل فيه سوف يغلق، ووعدني بإيجاد عمل لي في قسم آخر في الشركة خلال شهر واحد فقط، لكنه لم يفِ بوعده، وبحثت عن عمل في أماكن أخرى لكن دون جدوى، وعلمت أنه يوجد دعاء مستجاب أقوله بعد سورة (يس)، ويتم الفرج من عند الله، فهل هذا القول صحيح؟ أفيدوني -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلعل السائل يشير إلى الحديث الذي أخرجه ابن الضريس، وابن مردويه، والخطيب، والبيهقي عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سورة يس تدعى في التوراة المعمة، تعم صاحبها بخير الدنيا والآخرة، تكابد عنه بلوى الدنيا والآخرة، وتدفع عنه أهاويل الآخرة. وتدعى الدافعة، والقاضية، تدفع عن صاحبها كل سوء، وتقضي له كل حاجة، من قرأها عدلت عشرين حجة، ومن سمعها عدلت له ألف دينار في سبيل الله، ومن كتبها ثم شربها، أدخلت جوفه ألف دواء، وألف نور، وألف يقين، وألف بركة، وألف رحمة، ونزعت عنه كل غل، وداء. والحديث قد أشار البيهقي -رحمه الله- إلى ضعفه الشديد عندما قال: تفرد به عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني، عن سليمان بن رافع الجندي، وهو منكر.

كما أشار إلى ضعفه كذلك الترمذي -رحمه الله- بعدما خرج حديث: إن لكل شيء قلبًا، وقلب القرآن يس. فقال -رحمه الله-: وفي الباب عن أبي بكر، ولا يصح؛ لضعف إسناده.

وقال الشوكاني -رحمه الله- في تفسيره فتح القدير: ولا يبعد أن يكون موضوعًا، فهذه الألفاظ كلها منكرة، بعيدة من كلام من أوتي جوامع الكلم. انتهى..

ومن هنا تعلم -أخي السائل- أنه ليس هناك دعاء مستجاب يقال بعد سورة يس.

ونحذرك من أن تتعبد لله تعالى بذلك، فإن الواجب على العبد إذا عبد الله أن يعبده بما شرع، وقد علمت أن الله تعالى لم يشرع الدعاء بعد سورة يس، فعليك أن تنتهي عن ذلك، وننصحك بثلاث نصائح:

الأولى: عليك بتقوى الله، فأكثر من الطاعات، واجتنب المعاصي، ما استطعت، فقد قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3].
الثانية: أن تكثر من الاستغفار، فهو من أسباب حصول الرزق؛ إذ يقول تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا [نوح: 10-12].

الثالثة: أن تكثر من الدعاء، فإن الله تعالى وعد من دعاه بالاستجابة، فقال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60].

واعلم -أخي السائل- أن لإجابة الدعاء أسبابًا وشروطًا، تجدها في الفتوى: 2150، والفتوى رقم: 2395، فارجع إليهما، والله نسأل أن يرزقنا وإياك رزقًا حلالًا طيبًا.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني