الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفضل ما يعتني به طالب العلم

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته أنا شخص أعمل من 7 صباحاً حتى 9 مساء وخلال هذه الفترة أستطيع سماع القرآن والخطب والصلاة في المسجد أو جماعة فقط ومتزوج وأعيش بجانب أهلي لذلك لا أملك سوى ساعة أو ساعتين للقراءة فما هو الأفضل حفظ القرآن أو قراءته أو قراءة كتب السنن والأحاديث؟أرجو مساعدتي وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فنشكر للسائل الكريم حرصه على طلب العلم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" رواه مالك وابن ماجه، وحسنه السيوطي.
ونزف إليك هذه البشرى من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بخط وافر" رواه أحمد وابن حبان عن أبي الدرداء رضي الله عنه، وصححه الألباني.
واعلم أخي السائل أن لطالب العلم آداباً عليه أن يتأدب بها، وهي مفصلة في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 18607، 21214، 20215 فارجع إليها.
ولمعرفة العلوم المفروض تعلمها على كل مسلم راجع الفتوى رقم: 11280.
ثم اعلم أخي السائل أن أولى ما ينبغي عليك الاعتناء به في بداية طريقك هو كتاب الله فاعتن بحفظه وتلاوته وتعلم أحكامه وتفسيره، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
ثم عليك بدراسة العقيدة إذ بدراستها تزداد معرفة بربك ومولاك، وبما ينبغي له وما لا ينبغي له، وبذلك يرتاح قلبك وتطمئن نفسك ويسمو إيمانك، ثم لتترق في العلوم شيئاً فشيئاً بحسب ما يفتح الله عليك.
ولمعرفة طرق تحصيل العلم الشرعي راجع الفتوى رقم: 4131، ولمعرفة الكتب الهامة في العقيدة راجع الفتوى رقم: 4412، ولمعرفة الكتب الهامة في سائر العلوم راجع الفتوى رقم: 2410.
والله المسؤول أن يفقهنا وإياك في دينه، وأن يجمع لنا بين العلم والعمل.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني