الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدحه عليه الصلاة والسلام بين المحبين والغالين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.ما هو حكم الشرع في جلسات مدح الرسول صلى الله عليه وسلم (الموالد)، ويذكر فيها على سبيل المثال: يا رسول الله يا مفرج الهم والكرب؟وجزاكم الله عنا خير الجزاء.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، والثناء عليه بالشعر والنثر، وفي الخطب والمواعظ والدروس كل ذلك جائز حسن، ما لم يشتمل ذلك على محظور شرعاً، ومن ذلك أن يشتمل المديح للنبي صلى الله عليه وسلم على وصف لا يليق إلا بالله تبارك وتعالى كما جاء في سؤال السائل، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله " رواه البخاري .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية يرحمه الله في الفتاوى 1/96: فمن توهم في نبينا أو غيره من الأنبياء شيئاً من الألوهية والربوبية فهو من جنس النصارى.
ولهذا لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم جويريات يقلن: (وفينا نبي يعلم ما في غد) قال: " دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين " رواه البخاري من حديث الربيع بنت معوذ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة التوحيد: 1/71 وقد دل الحديث على أنه لا يصح أن يعتقد الإنسان في نبي أو ولي أو إمام أو شهيد أنه يعلم الغيب، حتى لا يصح هذا الاعتقاد في حضرة الرسول صلوات الله وسلامه عليه، ولا يصح أن يمدح بذلك في شعر أو كلام أو خطبة. أما ما اعتاده الشعراء من المبالغة والإسراف في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء والأولياء والعلماء والمشايخ أو الأساتذة فتخطوا في ذلك حدود الشرع انتهى.
فالحاصل أن مدحه صلى الله عليه وسلم حسن، ما لم يشتمل على غلو أو كذب. قال الإمام الرحيباني في مطالب أولى النهى: (2/501) عن الشعر: ويباح إن كان حكما وأدباً ومواعظ وأمثالاً، أو لغة يستشهد بها على تأويل القرآن والحديث، أو مديحاً للنبي صلى الله عليه وسلم أو للناس بما لا كذب فيه.
أما حكم الاحتفال بالموالد فقد تقدم الجواب عنه برقم: 1888 فراجعه.
والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني