الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الـوئام قوة والتفرق ضعف

السؤال

نحن مجموعة من الشباب نقوم بواجب الدعوة إلى الله وحدث بيننا خلاف ما فانقسم الناس إلى فريقين. بعض الشباب لا يلقي السلام علينا وعندما نلقي نحن السلام عليهم يتكبرون في أنفسهم ويظنون أننا بذلك نعظمهم وأننا مخطئون في حقهم والدليل أننا نحن الذين نلقي عليهم السلام فما واجبنا نحوهم ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فينبغي لشباب الدعوة إلى الله تجنب أسباب الفرقة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، فبالفرقة يضعف الصف وتتفرق الجهود وتذهب القوة فيحصل الفشل، كما قال الله تعالى: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:46].
ولا بد للشباب العاملين في حقل الدعوة إلى الله من الإكثار من القراءة في أدب الخلاف، إذ لا مطمع أبدًا في أن يتفق مجموعة من الناس في كل شيء، فلا بد من نوع اختلاف لتفاوت الأفهام والعقول، ولكن ينبغي أن يوضع الخلاف في موضعه ولا يتجاوز به حده ليصير سببًا للقطيعة والهجر، ولو فعل الناس هذا لما بقي اثنان على مودة وإخاءٍ، فالعلماء والأئمة خلافاتهم لا تحصى، ومع ذلك لم يكن ذلك سببًا في بغض بعضهم بعضًا، بل سيرهم ناطقة بدعاء بعضهم لبعض، وثناء بعضهم على بعض.
وعند حصول الخلاف كان من يسعى إلى رأب الصدع، وإنهاء الفرقة أعظم أجرًا، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.
ولا يضر هذا الساعي قول من يقول إنه كان مخطأً، وتراجعه وسلامه يدل على ذلك، لا يضره ذلك كله، إذا لم يتضمن ذلك مفسدة شرعية كإقرارهم على بدعة أو خطأ لا يحتمل الصواب.
ولا ينبغي أن يثنيه عن سعيه ذلك قبل تلك الكلمات والظنون فإنه إن احتسب في عمله ذلك كان أجره عند الله.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني