الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النظر إلى الأمرد...نظرة أخلاقية شرعية

السؤال

بسم الله عندما أرى شابا وسيما من بعض الشباب صغيري السن يظل في ذاكراتي ولا يفارقني وكأنه عذاب ويعلم الله أني لا أفكر في اللواط أوشيء من هذا القبيل بل أريد أن أصاحبه فقط أفتوني جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فما يخطر ببالك هي خطرات مردها الفراغ وضياع الهدف، فاشغل نفسك بذكر الله واجتنب كل ما تحوم حوله الشبهة فمن حام حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، واجعل لنفسك ورداً من مطالعة أو ذكر أو ترتيل واستعن بالله ومن يتوكل على الله فهو حسبه وهذا الإعجاب بالصور الحسنة والافتتان بها هو بداية الشر والفتنة، ولهذا نص كثير من أهل العلم على تحريم النظر إلى الفتى الأمرد عند خشية الافتتان به، ومنهم من أطلق تحريم النظر.
قال النووي رحمه الله في المجموع: وينبغي أن يحذر في مصافحة الأمرد والحسن، فإن النظر إليه من غير حاجة حرام على الصحيح المنصوص.
قال في المنهاج: يحرم نظر أمرد بشهوة . قلت: وكذا بغيرها على الأصح المنصوص.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والنظر إلى وجه الأمرد بشهوة كالنظر إلى ذوات المحارم والمرأة الأجنبية بشهوة، سواء كانت الشهوة شهوة الوطء، أو شهوة التلذذ بالنظر، فلو نظر إلى أمه وأخته وابنته يتلذذ بالنظر كما يتلذذ بالنظر إلى وجه المرأة الأجنبية كان معلوما لكل أحد أن هذا حرام، فكذلك النظر إلى وجه الأمرد باتفاق الأئمة.
ونقل في الإنصاف عنه قوله: ومن كرر النظر إلى الأمرد أو داومه وقال: إني لا أنظر بشهوة، فقد كذب في ذلك. وقال ابن الحاجب رحمه الله في المدخل: وقال الحسن بن ذكوان رحمه الله: لا تجالسوا أبناء الأغنياء، فإن لهم صوراً كصور النساء، وهم أشد فتنة من العذارى. وقال بعض التابعين: ما أخاف على الشباب الناسك في عبادته من سبع ضار كخوفي عليه من الغلام الأمرد يقعد إليه.
وقال بعض التابعين رضي الله عنهم: اللوطية على ثلاثة أصناف: صنف ينظرون، وصنف يصافحون، وصنف يحلون ذلك العمل. انتهى.
والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني