الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حقيقة حياة النبي عليه الصلاة والسلام في قبره

السؤال

هل النبي صلى الله عليه وسلم في حالة وفاته يشعر بنا أو متميز عن باقي البشر؟؟؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فبالنسبة لسؤالك عن شعور النبي صلى الله عليه وسلم بنا وهل هو متميز عن غيره من البشر؟ فالجواب: نعم هو متميز عن غيره من البشر، فهو حي في قبره صلى الله عليه وسلم، وتعرض عليه صلاة من صلى عليه، ولهذا أمر بالصلاة عليه حيث كان العبد، وأخبر أنها تصله كما روى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم. والحديث صحح إسناده الحافظ ابن حجر، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى علي عند قبري سمعته، ومن صلى علي نائياً بلغته. رواه أبو الشيخ، وقال الحافظ ابن حجر: إسناده جيد.
وأمر صلى الله عليه وسلم بالإكثار من الصلاة عليه في يوم الجمعة كما في حديث أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي، قال: قالوا يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ -يقولون: بليت- فقال: إن الله عز وجل حرم على الأرض أجساد الأنبياء. رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني وقال الأرناؤوط: إسناد صحيح.
قال المنذري: وهذه الأحاديث فيها مشروعية الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، وأنها تعرض عليه صلى الله عليه وسلم، وأنه حي في قبره. انتهى
وقال أيضاً رحمه الله: وقد ذهب جماعة من المحققين إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حي بعد وفاته، وأنه يسر بطاعات أمته، وأن الأنبياء لا يبلون. انتهى ما نقله عنه صاحب عون المعبود.
لكن ننبه إلى أن حياة النبي صلى الله عليه وسلم في قبره وكذلك حياة الأنبياء وكذلك حياة الشهداء التي أشار الله إليها بقوله تعالى: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169]
فحياة كل هؤلاء تحت الأرض ليست كحياتهم فوق الأرض، فلا يجوز أن يطلب منهم شيء ولا يسألون شيئاً بعد وفاتهم، سواء كان بلفظ استغاثة أو توجه أو استشفاع أو نحو ذلك بخلافهم أ؛ياء فإنهم يسألون ما يقدرون على تحقيقه، فلا تلازم بين حياتهم في قبورهم وبين الاستغاثة بهم، ويؤكد ذلك أنه لم يفعله أحد من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، ولا من تبعوهم بإحسان.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني