الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها

السؤال

السلام عليكم إني أواجه مشكلة إني أفكر في شكل الله وأحيانا أتخيل أشكال غريبة، فأرجوكم أن تساعدوني، وهل هذا حرام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالذي أوقعك في هذه المشكلة أمران:
الأول: التصور الفاسد وتشبيه الخالق بالمخلوق، وقد أبطل الله ذلك بقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11].
وقوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ [الإخلاص].
وعلاج هذا التصور الفاسد هو أن تعتقد اعتقاداً لا يخالطه ريب أن الخالق جل وعلا لا يشبهه شيء من المخلوقات وأنه منزه عن الأشكال والأبعاض، وأنه ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، وأنه تعالى لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام، قال تعالى: وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً [طـه:110].
الثاني: استرسالك مع وسوسة الشيطان.. فالشيطان عندما يعجز عن صرف الإنسان عن عبادة الله يحاول أن يجره إلى الانشغال بما لم يُخْلَق له ولا يستطيع عقله المحدود الضعيف إدراكه وتصوره، وهو التفكير في ذات الله تعالى، وعلاج ذلك بالانصراف عن هذه الوساوس، والاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وهذا ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا وكذا؟ حتى يقول له: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته.
فالواجب عليك عند ورود هذه الوساوس الانصراف عنها ودفعها قدر استطاعتك، والاستعانة بمن بيده قلوب العباد، وسؤاله أن يعيذك من الشيطان ووسوسته.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني