الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ

السؤال

ما هو سبب طرد إبليس من الجنة؟ أنا أعرف أنه الإباء والاستكبار عن السجود وعصيان الأمر الرباني والحسد، فهل يوجد سبب آخر في سورة الأنعام؟ وأرجو ذكر الدليل؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد طرد الله تعالى إبليس من رحمته، لأنه عصى أمره، واستكبر عن السجود لآدم عليه السلام، إذ رأى نفسه أفضل منه من حيث أصل مادة الخلق، وفي ذلك يقول الله تعالى: قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [الأعراف:12].
فكأن إبليس رأى النار أفضل من الطين لما فيها من قوة الحرق والإهلاك، وليس الأمر كما زعم أو اعتقد، بل في النار من الطيش والرعونة ما يكفي لعدم تفضيلها على الطين الموصوف بالسكون والنفع العام، ولو كانت النار أفضل من الطين كما زعم إبليس، فليس له هو تفضيل بعض خلق الله على بعض، قال تعالى: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [القصص:68].
وليُعلم أننا لم نجد في سورة الأنعام أي ذكر لسبب طرد إبليس من رحمة الله، فلعل ما ذكره الأخ السائل سبق قلم أو وهم، وراجع للفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 26059، 5617، 8546.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني