الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحريم أكل لحم الإنسان أمر معلوم من الدين بالضرورة

السؤال

هل صحيح أنه لا يجوز أكل لحم الإنسان وما هو الدليل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الإسلام دين الله تعالى الخالد الخاتم الكامل أباح أكل كل طيب نافع وحرم أكل كل خبيث ضار. فقال الله تعالى: يَسْأَلونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ [المائدة:4]. والطيبات من الأطعمة كل ما فيه نفع للعقل والبدن، أو لذة في الطعم بشرط ألا يضر ذلك بالبدن أو العقل. ومن هذه الآية يفهم تحريم كل خبيث مضر... وهذا ما صرحت به الآية الكريمة في سورة الأعراف، حيث يقول الله تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ [الأعراف:157]. وتحريم أكل لحم الإنسان أمر معلوم من الدين بالضرورة، فالإسلام كرم الإنسان وحرم مجرد غيبته ونفر منها بالتوبيخ لأولئك الذين يغتابون الناس ويرتعون في أعراضهم، وشبههم بمن ينهشون لحوم إخوانهم من البشر الموتى، وإذا كان هذا التشبيه لمجرد التنفير من الغيبة، فما بالك بأكل لحم البشر مباشرة، لا شك أن ذلك أشد تحريماً وأعظم تجريماً.... وكراهة هذا النوع من اللحم (اللحم الإنساني) هي مقتضى الطبع السليم والعقل الصحيح، فمجرد تصوره تتقزز منه النفس وتأباه الطبيعة، ولهذا قال تعالى بصيغة الاستفهام الإنكاري الذي يفهم منه توبيخ من يفعل ذلك: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ [الحجرات:12]. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني