الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في محل ملابس يحوي معازف

السؤال

ما حكم العمل في متجر لبيع الملابس، فيه معازف؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب السعي في تغيير المنكر، وعدم مشاركة أهله فيه، والبعد عن حضور مجلسه، كما قال تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا {النساء:140}.

وإذا كان العمل في الوظيفة المذكورة، يستلزم سماع ما يحرم سماعه كالموسيقى، والجلوس في مجلس فيه منكر، مع عدم القدرة على تغييره، فلا يجوز العمل فيه إلا للضرورة.

قال ابن عثيمين: إذا كان هؤلاء الذين يتحدثون حديثاً محرما، لا يمكن إصلاحهم بنصح، فإن الواجب عليك أن تخرج من هذه الوظيفة إلى وظيفة أخرى؛ لأن الجلوس مع العصاة مع القدرة على مفارقتهم، مشاركة لهم في الإثم، كما قال الله تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم}. فالواجب عليك إذا لم يحصل تغير في أحوالهم، أن تطلب وظيفة أخرى حتى لا تشاركهم في الإثم. وإذا علم الله من نيتك أنك تحاول الهروب من هذا المحرم، يسر الله لك الأمر؛ لقوله تعالى: {من يتق الله يجعل له من أمره يسراً} . وقوله {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني